احتجاجات ضد الاقصاء اعتقلت الشرطة الجزائرية عشرات الجزائريين على خلفية صدامات عنيفة بين الشرطة ومحتجين بوسط مدينة البويرة التي تقع على مسافة 120 كيلومترا شرق الجزائر. وذكرت تقارير إخبارية أن الشرطة الجزائرية اعتقلت ليلة الخميس، الجمعة حوالي 30 شابا عندما كانوا متوجهين إلى مقر ولاية البويرة حيث كانوا يعتزمون إضرام النار في إطارات مطاطية وقطع الطريق، احتجاجا على إقصاء عائلات تقيم بالاحواش القريبة من شارعي “عيسات ايدير” و”فرنسا” من الاستفادة من سكنات اجتماعية. واستلزم الأمر من قوات مكافحة الشغب ثلاث ساعات لتفريق المحتجين الذين أغلقوا طرقا عدة وسط البويرة وإعادة فتحها أمام حركة السير. في سياق متصل، اندلعت مشادات بين قوات مكافحة الشغب ومئات المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي بوسط مدينة تيزي وزو الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق البلاد. واضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وبسبب توتر الوضع الأمني، أقدمت السلطات على إلغاء الحفل الفني الذي كان من المفروض أن يحييه الفنان رابح اسما بملعب “أوكيل رمضان”. من ناحية أخرى، قتل مسؤول أمني في كمين لجماعة مسلحة بقرية زعتري ببلدة زموري بولاية بومرداس التي تقع على بعد 50 كيلومترا شرق الجزائر. وقال موقع “كل شيء عن الجزائر” الإلكتروني الإخباري إن المدعو لمنور خياري (55 عاما) قائد مفرزة الحرس البلدي لبلدة زموري قتل قبل أذان المغرب بالقرب من مسكنه بقرية زعتري على يد مجموعة مسلحة تتكون من ثلاثة أفراد كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف. وأوضح المصدر أن الضحية لفظ أنفاسه على الفور. من جهة أخرى، ذكر تقرير إخباري، أن اعترافات أدلى بها تائبون جدد وموقوفون ضمن شبكات الدعم والإسناد، كشفت أن ما يسمى بتنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” خطط لتنفيذ عمليات داخل العاصمة انطلاقا من معاقله في ولايتي تيزي وزو وبومرداس باستعمال قوارب صيد لنقل شحنات من المتفجرات لضرب أهداف محددة. ***** سمك رمضان للأغنياء ذكرت تقارير اخبارية أن أسعار السمك مرتفعة على مدار العام في الجزائر لكن في رمضان تبلغ حداً لا يقدر عليه غير الأغنياء. فحتى الموظفون ممن يكسبون رواتب محترمة يتعذر عليهم استهلاك السمك الجيد أكثر من مرتين طوال الشهر. وجبة الفطور التي يحضر فيها الجمبري الملكي تتجاوز ثمانية آلاف دينار وهو تقريباً راتب يوم لنائب في البرلمان وراتب ثلاثة أيام لأستاذ جامعي وستة أيام لأستاذ في الثانوية أو موظف في الإدارة بأقدمية 20 عاماً. فالجمبري وحده يكون في رمضان في حدود ألفين و500 دينار للكيلو « 35 دولاراً أميركياً »، تضاف له تكاليف الشوربة البوراك وطبق آخر أو طبقين ومشروبات وفواكه الموسم. وهذا لا يقدر عليه غير التاجر الكبير أو الصناعي أو المسؤول العسكري والمدني من الصف العالي جداً. أو أصحاب اليد الطولى الذين يحصلون على أجود أنواع السمك بلا مقابل. وما يقال عن الجمبري ينطبق أيضاً على الأسماك الحمراء والبيضاء ذات الجودة العالية. وعامة الجزائريين يمكن أن يتناولوا مرتين خلال الشهر الفضيل السمك البحري الأزرق أو سمك المياه العذبة، وهما أرخص الأنواع في السوق. والمحظوظ منهم من يجد الأنواع الرقيقة من الجمبري ويباع عادة بربع قيمة الجمبري الملكي **** النظام الجزائري لا ينوي « اصلاح نفسه أكد جامعيون وناشطون حقوقيون اجتمعوا في الجزائر العاصمة ان الاصلاحات السياسية مرتبطة بتشكل مجتمع يناضل من اجل تغيير السلطة الحالية. وقال محمد هناد استاذ العلوم السياسية خلال مؤتمر حول « اشكالية الاصلاح في الجزائر » نظمته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان ان « الاصلاحات التي أعلنها الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) تتقدم في الظلام ». وقال المحامي مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان « لا يمكن ان يحصل تغيير من دون طبقة سياسية ومجتمع مدني يعملان سلميا من اجل ذلك ». واعتبر بوشاشي ان النظام الجزائري لا ينوي « اصلاح نفسه، بل يعود إلى الجزائريين ان يناضلوا. إذا قاموا بذلك فان المجتمع الدولي سيتضامن مع معركتنا على طريق الديمقراطية ». وتطرق عالم الاجتماع ناصر ديابي إلى مأزق الانتقال السياسي في الجزائر والى ان سلطة القرار لا تزال بين ايدي اشخاص ينتمون الى نظام الاستقلال العام1962. ) **** النظام حاول تهدئة الغضب بتوزيع الاموال قال أكبر سياسي إسلامي معارض في الجزائر ان بلاده ربما تجتاحها انتفاضة تستلهم الربيع العربي اذا لم تصلح البلاد المشاكل الاجتماعية والسياسية بسرعة. وقال الشيخ عبد الله جاب الله (54 عاما) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية ان الحكومة حاولت تهدئة الغضب بتوزيع الاموال لكنها لم تستطع معالجة نقص الديمقراطية الذي هو أساس مشاكل الجزائر. وقال جاب الله في مقابلة مع رويترز " يمكن لبؤر التوتر ان تتحد وتتحول الى تيار جارف يدمر كل شيء من ورائه." وأضاف "اراد النظام أن يحل المشكلة ماليا واعتبر ان الأزمة اجتماعية وان زيادة الاجور ستكون كافية لحلها. صحيح أن هناك جانبا اجتماعيا للازمة ولكن قلب الازمة يظل سياسيا." والجزائر مورد رئيسي للغاز لاوروبا وحليف للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة وقد هزتها اضطرابات واضرابات منذ بداية هذا العام للمطالبة بتحسين الأجور وخفض الأسعار. وخشيت حكومة عبد العزيز بوتفليقة (74 عاما) أن تؤدي الاحتجاجات والاضرابات الى ثورة كاللتين أطاحتا بالرئيسين المصري والتونسي. ولجأ بوتفليقة الى استخدام عائدات الطاقة لرفع رواتب جميع الموظفين الحكوميين تقريبا ولزيادة الدعم للسلع الغذائية الاساسية. ولتخفيف الضغوط المطالبة بالتغيير السياسي ألغى حالة الطواريء السارية منذ 19 عاما ووعد باعطاء المعارضة مساحة في وسائل الاعلام الحكومية وتشكيل لجنة للتوصية بالاصلاحات السياسية. ويقول جاب الله ان الاحتجاجات تراجعت بصورة حادة منذ ذلك الحين لكن المشاكل لاتزال قائمة وأضاف "لا يمكن معالجة المصاب بالسرطان بمسكن." وبوصفه اسلاميا بارزا وناقدا صريحا للحكومة يتمتع جاب الله بتأثير على قطاع كبير من الشعب الجزائري. وقاد حزبا سابقا كان ثالث اكبر حزب في البرلمان. وتنتشر الافكار الاسلامية المعتدلة على نطاق واسع بين الجزائريين لكنها لا تلقى نفس الصدى لدى النخبة السياسية العلمانية التي تشعر بالتوتر دائما من الاسلام السياسي بعد أن خاضت صراعا امتدت لنحو عقدين ضد الاسلاميين المتشددين. وقال جاب الله في مكتبه بمبنى متهالك في احدى ضواحي العاصمة ان اي انفاق حكومي مهما بلغ لا يمكن أن يعالج الكم الهائل من الشكاوى المحلية بشأن قضايا مثل الاسكان والبطالة والرعاية الصحية. وأضاف أن أساس هذه الشكاوى هو أن المواطنين في الجزائر لا يتوحدون مع حكومتهم وان السبيل الوحيد للتعبير عن آرائهم هو من خلال الخروج الى الشوارع. وتابع أن هذا نتيجة عدم سماح السلطات للشعب بحرية اختيار حكامه. وتقول حكومة الجزائر انها تجري انتخابات حرة ونزيهة. وقال جاب الله " لقد استعمل النظام المال العام لمساندة مرشحيه ضد مترشحين آخرين كذلك استعمل النظام وسائل الاعلام لتحسين صورة من يساندهم في الانتخابات بالاضافة الى تزويره الانتخابات. كل هذا عمق الهوة بين الشعب والنظام." وأضاف "هذه ظاهرة خطيرة تدل على ان انفجارا كبيرا قد يقع في أية لحظة .**** تزايد ظاهرة التسول في الجزائر انتشرت ظاهرة التسول بشكل كبير بالجزائر ووفق "ايلاف "ففي ساحة الشهداء هناك العشرات من هؤلاء ينتشرون في مختلف الأزقة و الشوارع الرئيسية، لكن يبقى المكان المفضل لهؤلاء المساجد، ففي المسجد الكبير والمسجد الجديد بساحة الشهداء مثلا هناك العشرات من المتسولين يتفننون في صياغة عبارات لاستعطاف الناس، ويستعملون مختلف الوسائل المهم جمع أكبر قدر ممكن من المال، فمنهم من يستعمل الأطفال الصغار ومنهم من يستغل عاهة مرضية أصيب بها، فتجده يعرض للمصلين وثيقة طبية، ومن هؤلاء و اغلبهم نسوة يجلبن أكياس بلاستيكية، وهو تسول غير مباشر عن طريق عرض تلك الأكياس لبيعها للمصلين من أجل وضع أحذيتهم بداخلها لكي لا تتعرض للسرقة في المسجد، وحتى الجالية من دول إفريقيا أخرى امتهنوا هذه المهنة فتجدهم في عدة أماكن يستجدون الناس، ويمدون أيديهم من أجل تحقيق ربح سهل و سريع، ويتكرر هذا المشهد في أحياء عديدة بالعاصمة الجزائر، ومثل ذلك في المدن الداخلية الأخرى. وإلى ذلك تتضارب مواقف و نظرة الناس إلى هؤلاء، فهناك من يعتبر أن هذه الفئة فعلا يجب مساعدتها، و يحملون المسؤولية في معاناة هؤلاء و تكاثر عددهم إلى وزارة التضامن الوطني، التي لا تلعب دور في حماية هذه الفئة و خاصة النساء و الأطفال و كبار السن عن طريق تقديم مساعدات عينية لهم مستمرة على مدار العام، و لا تقتصر على إعانات رمزية في شهر رمضان، و يحملون السلطة بشكل عام لعجزها عن تحقيق تنمية اجتماعية و اقتصادية من خلال خلق مناصب شغل قارة للناس، و على طرف نقيض نجد فئة من الناس تعتبر هؤلاء مجرد مبتزين، يعملون في شبكات منظمة من أجل تحقيق ربح سهل و سريع، و يعتبرون تقديم الصدقة لهم بمثابة تشجيع لهذه السلوكات المنحرفة. "أسماء" امرأة متزوجة التقينا بها خلال جولتنا في شارع العقيد عميروش وسط العاصمة الجزائرية، تحدثت ل "إيلاف" عن أسباب دخولها عالم التسول من أبوابه الواسعة، و في ذلك تقول "أنا من مدينة الشلف تزوجت من شاب هنا بالعاصمة، لكن ظروفه الاجتماعية القاسية أجبرتنا على بناء كوخ قصديري بحي السمار في العاصمة، لكن قرار صدر ضدنا يقضي بهدم هذا الكوخ أصبحنا بعدها مشردين دون ملجأ، و لأسباب خاصة دخل زوجي السجن، ووجدت نفسي وحيدة حينها اضطررت للبحث عن عمل، فاتجهت إلى أحد الفنادق و اشتغلت هناك كمنظفة، ووجدت نفسي مضطرة للتسول، و أنا هنا بشارع عميروش و زوجي خرج من السجن لكنه دون عمل، وأنا من أعيل أسرتي من هذه المهنة، لكنني سأسعى قبل الشتاء المقبل لإيجاد عمل شريف لأخرج من هذا الجحيم الذي أعيشه بشكل يومي". وعن نظرة الناس إليها تقول أسماء "نعم هناك من ينظر إلينا نظرة احتقار، وهناك من يقول بأننا نبتز في الناس، نعم هناك الكثير من المتسولين من يقوم بذلك، هناك نساء أصبح التسول بالنسبة إليهن مهنة وحرفة رغم أنهن يمتلكن بيوت و أزواج، و هناك شيء أخطر من ذلك وهو وجود مجموعة من النساء وخاصة المطلقات يقمن بجمع المال، و بعد ذلك يتقاسمن ذلك المال في المساء مع رجال يواعدنهن في بيوتهن أو في الفنادق و يمارسون الرذيلة و شرب الخمر و المخدرات". من جانبها أعلنت وزارة التضامن الوطني عشية شهر رمضان عن تخصيص نحو 1.5 مليون قفة رمضان لصالح العائلات الفقيرة و ذات الدخل المحدود، لكن هذه الإعانة يعتبرها البعض "لا تخدم صورة الجزائر لا داخليا ولا خارجيا" و آخر هذه الانتقادات كانت من زعيم حركة مجتمع السلم أحد أعضاء التحالف الرئاسي أبو جرة سلطاني الذي اعتبر أن "ارتفاع عدد المستفيدين من رمضان يشوه صورة الجزائر خارجيا". وعلى مستوى التشريع فقد كشف الوزير سعيد بركات في تصريحات سابقة للإذاعة الجزائرية عن "مشروع نص قانوني في طور الانجاز يتضمن أحكاما ردعية في مجال مكافحة التسول بالجزائر" ولدى رده على سؤال شفوي حول ظاهرة التسول طرحه عضو بمجلس الأمة في جلسة علنية أوضح أنه "تم تنصيب خلية تضم ممثلين عن عدة قطاعات لاقتراح إجراءات في إطار مشروع نص القانون هذا يتضمن أحكاما ردعية "مشددة" في مجال مكافحة ظاهرة التسول". وأضاف أن " النص القانوني سيكون "صارما" و يهدف إلى محاربة شبكات التسول بكل أشكاله لا سيما الشق المتعلق باستعمال الأطفال و الرضع و حتى الأشخاص ذوي الإعاقة". وسيقترح المشروع حسب بركات معاقبة الأولياء الذين يستغلون أبناءهم في التسول ب"السجن" و "إبعاد الأطفال عن الوالدين في حالة استغلالهم في هذه الظاهرة و وضع هؤلاء الأطفال في مراكز متخصصة لحمايتهم وضمان أمنهم". وأكد أن المتسولين في إطار شبكات محترفة "ليسوا بحاجة إلى إعانات بل يسعون إلى استغلال وسائل عديدة غير شرعية للكسب السهل و السريع".ولهذا الغرض يقول بركات فان " مشروع القانون سيكون بمثابة لبنة جديدة تضاف إلى جملة من النصوص القانونية المعمول بها و يعززها بغية القضاء على ظاهرة التسول ومنعها نهائيا ". وعن الأسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة التسول في الجزائر يشير الباحث الاجتماعي و الأستاذ بجامعة جيجل شيهب عادل في حديثه ل "إيلاف" إلى أن ظاهرة التسول هي " ظاهرة عالمية تنتشر شرقاً وغرباً، بحيث نجد المرء في كل البلاد سواء المتقدمة أو المتخلفة يستعطف الآخرين ويستجدي إنسانيتهم بشتى أنواع السبل ومختلف الطرق، وتعتبر ظاهرة التسول في الجزائر من الظواهر الأكثر تعقيدا وتشابكا وإرباكا لكل من يحاول وضعها تحت النظر أو قيد الدراسة أو تحويلها إلى مادة إعلامية وربما ما يوقع في كل ذلك، هو تعدد المتسولين وتعدد طرق وأشكال التسول، إذ ليس من السهل تصنيف كل متسول في الفئة المناسبة، فهناك متسولون محترفون، ومتسولون متسولون، ومتسولون ظرفيون وغيرهم ". ويقسم الأستاذ شيهب التسول إلى عدة أصناف من " خلال صور المتسولين بالمدينةالجزائرية فهناك " نوع يتميز بالغباء أو الاستغباء حيث أن أحد المتسولين كلما صادفك يقول لَك امنحني عشرين دينار فقط أعود بها إلى قريتي لأني فقدت محفظتي، ومنظره يقنعك بأنه شخص عادي فعلا لكنه وقع في مأزق وكثيرا ما يصدقه الناس، ولكن المشهد الكاريكاتوري أنك تصادف هذا المتسول مرتين أو ثلاث في اليوم وينسى طبعا أنه حدثك ويطلب منك بنفس الأسلوب نفس الطلب ". و"هناك بعض المتسولين يعانون من عاهات تشفع لهم عند الناس فيقتنعوا بمساعدتهم ولو بمبالغ زهيدة، المثير أن البعض منهم يصطنع عاهة على حساب صحته وخاصة الجراح العميقة ولا يأبهون بالأضرار التي قد يقدمون فداءها كل ما اكتسبوه من الناس حتى يشفوا ". أما الشكل الثالث حسب الباحث شيهب فهم "متسولون يستجدون عطف النساء العازبات اللاتي يرغبن في الزواج، فهن الأكثر عطاء لأنهن يرغبن في الستر، وليس أسهل من أن يدفعن مبالغ بسيطة للمتسولين مقابل دعوة بالستر والزواج". و"هناك بعض المتسولين من يستخدم "موازين" منتشرة لقياس وزن المارة وإن كان الأمر غير إجباري، إلا أنك تضطر للاستجابة إلى إلحاح الأطفال الذين اشتروا ميزانا يضعونه أمامهم، ويعرضون خدماتهم بهذا الشأن بطريقة تشبه تماما التسول وإن كانوا لا يسمون ما يفعلونه بذلك المسمى، وإنما يعتبرونه عملا كغيره من الأعمال والخمس دنانير المطلوبة هي عوض عن استعمال الميزان". و هناك نوع آخر من التسول يعتبره الباحث شيهب من أخطر أنواع التسول في الجزائر وهو ما يسميه ب "تسول الدعارة"، هذا الصنف "يعتبر هذا الصنف الأخطر من بين جميع الأشكال السابقة للظاهرة التسول بالمجتمع الجزائري، وهذا الشكل هو عبارة عن مزاوجة بين التسول والدعارة، فنجد أن فئة من المتسولين النساء، وخاصة المطلقات منهن والفتيات الهاربات من البيوت هن من يشيع في أوساطهن هذا الشكل من التسول، حيث يقمن بالتسول في النهار وفي نفس الوقت البحث عن زبون في الليل، للممارسة الدعارة في بيوت مستأجرة بالأحياء الشعبية المتواجدة بالمناطق النائية وبضواحي المدينة، نظرا للانخفاض أجرة هذه البيوت". أما عن أسباب انتشار ظاهرة التسول في المجتمع الجزائري فيحصرها الأستاذ بجامعة جيجل في عدة أسباب أهمها "الفقر والبطالة و هما من بين أهم عوامل انتشار ظاهرة التسول بالمجتمعات بما فيها الجزائر، فالحاجة إلى تلبية الحاجات الغذائية وغيرها من المتطلبات بالنسبة لهذه الفئات الفقيرة والبطالة هو الدافع الأساسي للخروج إلى التسول ومد الأكف لطلب المساعدة من الآخرين ذوي الدخول الميسورة أو المعلومة، هذا إلى جانب ضعف الدخل وكبر حجم الأسرة فالأسر ضعيفة الدخل وكبيرة الحجم تعتبر من أكثر الأسر عرضة لظاهرة التسول، فهي مع ضعف الدخل وكبر الحجم لا تستطيع تلبية مختلف حاجيات الأسرة، التي تختلف وتتنوع، بالإضافة إلى غلاء المعيشة وأسعار الحاجيات فغلاء المعيشة ولهيب الأسعار خاصة فيما يخص الحاجيات الأساسية، تدفع بالأفراد والأسر الفقيرة للجوء إلى التسول من اجل سد رمق العيش، كما أن هناك من يتخذها مهنة يلجأ إليها رغم يسر حالته الاجتماعية والاقتصادية، لما تدره عليه من أموال دون تعب وكد". .