بعد أن أنهى أحمد رضى بنشمسي، مدير النشر السابق لمجلة تيل كيل، إعطاء الدروس وتوزيعها يمينا وشمالا للمسؤولين المغاربة، والتنظيمات، وحتى الصحفيين، حول اليوم أنظاره ليعطي دروسا جديدة لنيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي، وحثه على إعادة قراءة مونتيسيكيو، وهذه تسمى عند المغاربة قلة الحياء، لأن الرجلان لم يلتقيا ليعرف الواحد منها الآخر ويعرف قدراته المعرفية ،وما إن كان الرئيس الفرنسي يجهل روح الشرائع، لكن ما ذنب نيكولا ، وماذا فعل ؟ لأنه وصف التعديلات الدستورية بالتقدمية. فبنشمسي الذي يعيش صدمتين، صدمة الانتحار المفاجئ لمن كانت النموذج ،وصدمة الفشل في إيجاد موقع في مشهد إعلامي متغير، لا يرى إلا بعين واحدة ولا يسير إلا برجل واحدة كالغراب، فبعد أن نزع منه كل عناصر الحياء أصبح يوجه الدروس لرؤساء دول أجنبية، فهل يعتبر بنشمسي أن نيكولا ساركوزي ليس في مستوى فهم التطورات، والتحولات التي يعرفها المغرب، وهي أصبحت في متناول الجميع؟ أم أن بنشمسي يريد من الرئيس الفرنسي أن يعدل عن موقفه، ويتبع موقف بنشمسي الذي لم يكن يعجبه شيئا غير الشذوذ الجنسي ، وازدراء العقائد ، وتمجيد كل ما هو هامشي تحقيقا لرغبة ذاتية وليس قناعة فكرية، ولو كانت كذلك لاحترمناه. وقد اعتمد بنشمسي الطريقة الخبيثة في التفكير، وفي الحوار، وهي التي تبدأ من طرح الأشياء الجيدة، تم التعقيب عليها ب"لكن"، فكل هذه التعديلات والمراجعات الجذرية التي عرفها الدستور تم نسخها ب "لكن" ، يمكن أن تتفق مع بنشمسي لو كان هذا الدستور موضوعا لشعب آخر ولبلد آخر، ونتحدى بنشمسي أن تكون دساتير العالم متشابهة، لكن نحن نعرف أن بنشمسي ليس من أهل الفكر، ولكن من دعاة "كوبي كولي" الذين ابتلينا بهم في الآونة الأخيرة ، والذين لا يجدوا أمامهم سوى دستور إسبانيا، ومنهم من لا يعرف أن بريطانيا ليس لها دستور ويريد أن يستنسخه. ولأن بنشمسي يعاني من الجهل المركب، فإنه لا يستطيع التمييز بين القواعد الدستورية لكل بلد، ودخل أيضا مع جوقة شهود الزور، من قبيل علي دومان وبوبكر الجامعي وندية ياسين، هذه الجوقة التي تطالب بمطالب خيالية ،وبمطالب شخصية أحيانا ،وعندما يتم رفض الاستجابة لها تعلنها جمهورية. ليس بنشمسي من يحق له أن يعطي الدروس، لأن أول درس ينبغي أن يعطيه لنفسه هو درس الوطنية التي لم يشم رائحتها، فقد انفضح بنشمسي وتمت معرفة حساباته وما كان يدخل إليها مقابل كل مقال أو ملف ينشره ضد هوية المغاربة، فيكفي أن ينشر مقالا عن الحق في الإفطار العلني برمضان، ويدافع عن حقوق الشواذ ،حتى تغدق عليه جهات أجنبية الأموال الطائلة، وهي الجهات التي أنقذته عندما فشل في تدبير مؤسسته، ورفضه الشركاء والمساهمون. إن أحمد رضى بنشمسي ،أثبت أكثر من مرة أنه يجهل الواقع كما يجهل القواعد الدستورية المؤطرة للحياة السياسية، والاجتماعية، وما دام يعاني من هذه العقدة، وما دام أنه لم ينتبه له أحد فإنه انتمى إلى تنظيم "عطيوني ندير اللي بغيت ولا نردها جمهورية"