تظاهر الالاف من الاسبان معظمهم من الشباب, اليوم الأحد أمام مجلس النواب الاسباني بوسط مدريد, للمطالبة ب"ديمقراطية حقيقية" وللتنديد بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد انطلقت هذه المسيرات الشعبية, ابتداء من الساعة التاسعة صباحا, من العديد من الأحياء بالعاصمة الاسبانية, قبل أن تصل إلى ساحة نيبتونو أمام مقر مجلس النواب الاسباني حيث يحتشد الالاف من الشباب والعاطلين والمتقاعدين والاسر للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. وشهدت العديد من المدن الإسبانية مظاهرات مماثلة بمشاركة الآلاف من "الغاضبين" على الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بشكل سلبي على الملايين من المواطنين الإسبان بسبب تفشي البطالة وانخفاض القدرة الشرائية. كما رفع المتظاهرون شعارات تندد ب"الطبقة السياسية" التي لا تمثل, حسب رأيهم, المواطنين, وبالفساد المتفشي في الطبقة السياسية وسيطرة رجال الأعمال على السياسة. وردد المشاركون في هذه المظاهرة, التي تنظم بمبادرة من حركة أطلق عليها إسم "الديمقراطية الحقيقية الآن", شعارات تندد بالمؤسسات البنكية التي لا يهمها سوى تحقيق الربح على حساب المواطنين وبنظام سياسي لا يمثلهم ويشجع القطبين الحزبيين, متهمين الطبقة السياسية الإسبانية بتغليب مصالحها الشخصية على مصالح المواطنين. كما عبر المتظاهرون عن استيائهم من الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد والمطالبة ب"تجديد ديمقراطي" وبإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة وتندرج هذه المسيرات الاحتجاجية في إطار سلسلة من المظاهرات أطلقت عليها وسائل الاعلام "حركة 15 ماي" كانت قد انطلقت يوم 15 ماي الماضي في العديد من المدن الإسبانية استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايسبوك" و"تويتر". ويطالب المشاركون في "احتجاجات الغضب", كما تصفها وسائل الإعلام الإسبانية والدولية, بمحاسبة المتسببين الحقيقيين في وقوع الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا, مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة التي ارتفعت إلى أزيد من 20 في المائة من السكان النشطين (حوالي خمسة ملايين عاطل), فيما بلغت هذه النسبة لدى الشباب البالغ أقل من 25 سنة حوالي 45 في المائة. ويطالب المحتجون, الذين تجمعوا في إطار "حركة 15 ماي" في إشارة إلى تاريخ المظاهرات العارمة التي شهدتها العديد من المدن الإسبانية منذ شهر ماي الماضي, ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" وب"التجديد الديمقراطي". وتمكنت هذه الحركة الاجتماعية من كسب العديد من المتعاطفين من عاطلين وعمال ومتقاعدين وأسر بفضل مستوى التعبئة على الشبكات الاجتماعية في إطار حركة أطلق عليها إسم "من أجل ديمقراطية حقيقية الآن". وكان المعتصمون بساحة "بويرطا ديل صول" بوسط مدريد في إطار مخيم احتجاجي تواصل لمدة شهر تقريبا قد قرروا مؤخرا فض اعتصامهم, لكنهم أكدوا عزمهم على مواصلة هذه الحركة الاحتجاجية التي أطلق عليها إسم "من أجل ديمقراطية حقيقية الان" إلى غاية التوصل إلى إصلاحات ديمقراطية واجتماعية حقيقية وعميقة. كما قرر هؤلاء المعتصمون, الذين أطلقوا على أنفسهم إسم "الغاضبون", خلال "جمع عام شعبي" تنظيم مسيرات احتجاجية في مختلف الأحياء بالعاصمة الإسبانية. وعبروا عن عزمهم مواصلة وتوسيع هذه الحركة الاحتجاجية التي أطلق عليها إسم "من أجل ديمقراطية حقيقية الان" في مختلف الأحياء بالمدن الاسبانية.