تجري في تركيا يوم الأحد المقبل انتخابات تشريعية عامة، هي الأولى من نوعها بعد تعديل الدستور سنة 2007 والذي قلص ولاية البرلمان في أربع سنوات بدل خمسة، وتفيد أغلب المؤشرات استمرار حزب العدالة والتنمية في تحمل مسؤولية تدبير الشأن الحكومي في تركيا، حيث كشفت استطلاعات للرأي أن رجب طيب أردوغان يتجه إلى ولاية ثالثة، وتوقعت الاستطلاعات احتلال حزب العدالة والتنمية المقدمة بنحو %45 من الأصوات، وهو ما يكفيه للمرة الثالثة على التوالي منذ 2002 لتشكيل حكومة دون اللجوء إلى تحالفات خارجية قد تفرض عليه تقديم بعض التنازلات، وسيعتمد حزب العدالة والتنمية الذي حافظ على الطابع العلماني للدولة، رغم أن الحزب إسلامي، على مؤشرات نمو الاقتصاد وتحسين الخدمات العامة، وأكدت مصادر إعلامية أن حزب العدالة والتنمية سيواجه منافسة قوية من حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) حيث توقعت الإستطلاعات أن يحصل على نسبة %30، فيما لن يحصل حزب العمل القومي سوى على %10 من الأصوات، وهي النسبة التي تخول له دخول البرلمان، ويسعى حزب العدالة والتنمية إلى الحصول على 330 صوتا من أصل 550، وهي العتبة التي ستسمح له بتشكيل الحكومة المقبلة. وتبدو الكفة راجحة في الوقت الحالي لاستمرار الحزب ذو التوجه الإسلامي في مواصلة الإصلاحات التي بدأها سنة 2005 بضغط من الإتحاد الأوروبي، وقالت تقارير صحافية إن تجاوز عتبة 50 في المائة من الأصوات سيمكن الحزب من إجراء تعديلات دستورية من أجل مجتمع أكثر ليبرالية، وظل الحزب الذي رفع شعارات إسلامية، وفيا لتوجهات أب تركيا مصطفى أتاتورك، حيث عمد إلى حماية العلمانية، والدفع في اتجاه إقناع الشركاء الأوروبيين بقبول تركيا ضمن الإتحاد الأوروبي، وهو المسعى الذي لم يتحقق حتى الآن، بسبب رفض تركيا تقديم مزيد من التنازلات خصوصا في تعاملها مع الأقليات، خاصة الأكراد، وكان رجب طيب أردوغان هاجم أمس الأربعاء مجموعة من الأحزاب الكردية متهما إياها باعتماد العنف في علاقتها بالدولة التركية. من جهة أخرى نظم مجموعة من الشباب الأتراك أمس الأربعاء اعتصاما في ميدان تقسيم بقلب مدينة اسطنبول، وأوضح الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم اسم حركة "شباب الميدان" أن الفعاليات الاحتجاجية التي يعتزمون تنظيمها تحمل شعار "تونس التحرير مدريد.. والان اسطنبول"، ودعوا كافة الشباب الأتراك للمشاركة فيها. وقالت إيزل كورت، المتحدثة باسم الحركة ل(إفي) "لقد تأثرنا كثيرا بما جرى في هذه الدول"، وأضافت "إن الشباب العاطلين خرجوا في تونس للميادين، وفي مصر أيضا خرج الشباب للميادين للمطالبة بالحرية، وكذلك الأمر في إسبانيا التي خرجوا فيها احتجاجا على حكومتهم والمعارضة التي لا تعبأ بهم.. والآن دورنا.. ما الذي يمنعنا". ومن المقرر أن يستمر الاعتصام الذي انطلق صباح أمس حتى يوم غد الجمعة، رغم ان المنظمين لم يستبعدوا أن يمتد لأكثر من ذلك إذا تم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن. وقالت مورت " سيبدأ الإعتصام بسبعين شخصا، ولكن نأمل ان ينضم إلينا المزيد من الأشخاص خلال الأيام المقبلة"، ويشكوا الشباب الأتراك من ارتفاع نسبة البطالة وانحسار الفرص بالنسبة لهم.