تعالت الأصوات بحدة في إسرائيل اليوم مطالبة بتوجيه ضربة عسكرية قوية لقطاع غزة تستهدف حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة، وذلك بعد تعرضها في الأيام القليلة الماضية لقصف صاروخي متكرر ردا على غاراتها على مناطق بالقطاع تسببت في مقتل وإصابة العشرات. فمن جانبه أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن بلاده عازمة على توجيه ضربات لما وصفه بالعناصر "الأرهابية" ومنعها من القدرة على تهديد أمن المواطنين. وأوضح نتنياهو ان الجيش الإسرائيلي "يعمل في هذه الاثناء وسيعمل ضد المنظمات الارهابية في غزة"، مشيرا الى "اننا سندافع بكل حزم وعزم عن مواطنينا". ونقل راديو صوت إسرائيل تشديد نتنياهو على ان "ما من دولة في العالم مستعدة للتسليم بتعرض مدنها ومواطنيها لاعتداءات صاروخية متواصلة فبطبيعة الحال فان دولة اسرائيل ليست على استعداد لامتصاص ذلك". جاءت كلمات نتنياهو في اجتماع بالكنيست قبل أن يلتئم المجلس الوزاري المصغر للشئون الامنية والسياسية لمناقشة ما وصفه ب"تصعيد الاعتداءات الصاروخية" من قطاع غزة. وأعرب متان فيلنائي وزير حماية الجبهة الداخلية بالحكومة الإسرائيلية عن اعتقاده ان اندلاع مواجهة جديدة بين بلاده وحركة حماس "ليس الا مسألة وقت". حسبما أذاع راديو صوت إسرائيل اليوم. وأضاف فيلنائي "مع الأسف مضطرين لفعل ذلك، لكي نلقن حماس مجددا درسا يخص قواعد العمل". ولكنه عاد ليؤكد ان "المطلوب منا هو التصرف بتعقل وحكمة والعمل على تأجيل اندلاع هذه المواجهة ومنع وقوعها قدر الامكان دون المساس بالمصالح الامنية للشعب الاسرائيلي". واستطرد شارحا "ليس لدينا اي مصلحة لتسخين الاوضاع اعتباطا وبلا سبب.. سنحاول عدم الانجرار. لقد اصبناهم كما يلزم باستثناء الخلل الذي حدث والمسئولية تقع على عاتق حماس". وجاءت إشارة فيلنائي الى ماوصفه ب"الخلل العملياتي القاسي الذي حدث امس عندما قتل 4 فلسطينيين نتيجة انحراف قذيفة هاون أطلقها جيش الدفاع على مخربين عن مسارها". واعرب فيلنائي عن اسفه الشديد على هذا الحادث، مشيرا الى "ان قذيفة هاون ليست سلاحا دقيق التوجيه، غير ان من يطلق قذائف علينا من مناطق مأهولة بالسكان، فيجب عليه الا يفاجأ من وقوع مثل هذه الخلل المؤسف". وجاء ذلك في الوقت الذي شدد فيه النائب الاول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم على انه في حال استمرار اطلاق الصواريخ الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية لن يكون هناك مناص من القيام بحملة واسعة النطاق بهدف اسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة. ونقل راديو صوت إسرائيل عن شالوم تأكيده على "ضرورة استهداف قادة الارهاب ومقارهم وليس الانفاق والمناطق المفتوحة فقط". واعرب شالوم عن اسفه "للمساس باناس عزل في غزة امس"، وقال انه "بخلاف الناشطين يمتنع جيش الدفاع قدر الامكان عن اطلاق النار على مدنيين"، معتبرا ان حركة حماس تعامل سكان غزة كما يعامل الزعيم الليبي معمر القذافي مواطني بلاده. وبدوره دعا رئيس بلدية بئر السبع روبيك دانيلوفيتش الحكومة الى "العمل بصرامة ضد الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية واعادة الهدوء الى جنوب البلاد حتى لو كان الثمن القيام بحملة عسكرية اخرى". وكان صاروخ من طراز (جراد) أطلق من غزة اليوم باتجاه حي سكني بمدينة بئر السبع أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح متوسطة ووقوع بعض الاضرار المادية، ما أدى إلى صدور قرار بتعطيل الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بالمدينة. وجاء الصاروخ ردا على غارة جوية نفذتها طائرة مقاتلة بعد منتصف الليلة الماضية واستهدفت مجموعة من العناصر الفلسطينية المسلحة التي اطلقت صاروخ على مدينة اشدود الليلة الماضية من حي الشجاعية في غزة. وأسفرت الغارة عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة اخرين بجروح، كما ذكرت مصادر فلسطينية، موضحة ان جميعهم ينتمون الى سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي. وكانت سرايا القدس قد ذكرت في بيان لها انها أطلقت الصاروخ ردا على مقتل اربعة من عناصرها في غارة جوية اسرائيلية سابقة.