تحول ميدان التحرير في قلب القاهرة الى ساحة معارك حقيقة بعد اقتحام الالاف من الموالين للرئيس المصري حسني مبارك بعد ظهر الاربعاء هذا الميدان الذي يتجمع فيه منذ تسعة ايام الاف المتظاهرين المطالبين برحيله والذين اصيب منهم 500 على الاقل في هذه المواجهات التي مازالت مستمرة. بدات الاشتباكات مع تمكن مئات من المشاركين في تظاهرة حاشدة مؤيدة للرئيس مبارك ضمت اكثر من 20 الف الى مشارف الميدان من جهة المتحف المصري قادمة من شارع جامعة الدول العربية في الجيزة. وقام هؤلاء, الذين يؤكد عدة شهود انهم من رجال الامن وبلطجية الحزب الوطني الحاكم, بقذف المحتجين بالحجارة وقطع الحديد الصغيرة وذلك قبل وصول مجموعة ثانية من انصار مبارك تتقدمهم خيول وجمال واخذوا يضربون المتظاهرين باقفال حديدية قديمة. ورأى صحفي من وكالة فرانس برس سيارات اسعاف تنقل الجرحى تباعا في مجموعات بعضها من اربعة اشخاص الى المستشفيات فيما يقوم محتجون بنقل جرحى اخرين الى عيادات ميدانية اقيمت في عدة اماكن من الساحة ويعمل فيها متطوعون بوسائل اسعاف اولية. وعلم من مصادر طبية ان ثلاثة مستشفيات استقبلت الجرحى في القاهرة هي القصر العيني والهلال واحمد ماهر. وافادت المصادر نفسها ان اثنين من المصابين على الاقل في حالة خطرة. ومعظم هؤلاء الجرحى مصابون في الراس والعيون. واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين. وقال بيان لحركة 6 ابريل وحركة كفاية وتيار التجديد الاشتراكي تلقته فرانس برس ان "عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف اظهار ان الشعب المصري منقسم". ودعا البيان "اصحاب الضمائر الحية في العالم الى حماية الثورة المصرية". واكد احد المتظاهرين ان "احد البلطجية عثر معه على بطاقة تثبت انه رجل امن". وقد تمكن المحتجون في وقت من الاوقات من ابعاد انصار مبارك والاستيلاء على الخيول التي كانت معهم وقاموا بوضع سواتر على مدخل الساحة من جهة المتحف وبكسر حجارة الرصيف لاستخدامها في الدفاع عن انفسهم وسط هتافات "مش عايزينه, مش عايزينه" و"يرحل يرحل يرحل" و"مش حنمشي .. هو يمشي". كما اخذ المحتجون يضربون على الحديد تعبيرا عن غضبهم ويدعون باقي المحتجين الى التقدم لدعم زملائهم في الخطوط الامامية. وتتواصل الاشتباكات بالحجارة بعنف في طرف الميدان الذي انتشرت فيه بقع الدماء والذي انسحب جنود الجيش من الدبابات التي تقف امامه والتي صعد اليها المحتجون. وتمكن بعض الموالين لمبارك من الصعود الى سطح بناية مطلة على الميدان واخذوا يلقون منه قطع ضخمة من الحجارة على المتظاهرين. كما سمعت طلقات نارية قادمة من شارع مؤدي الى الساحة. وامام هذا الوضع دعت عدة شخصيات عامة مصرية من بينها رجل الاعمال نجيب ساويرس وسفير مصر السابق لدى الاممالمتحدة نبيل العربي والكاتب سلامة احمد سلامة "المؤسسة العسكرية المصرية الى ضمان امن وسلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمي في ميدان التحرير وغيره من من شوارع وميادين المدن المصرية". وتابع البيان "اننا نعقد الامل على المؤسسة العسكرية للخروج بالوطن والمواطنين من هذه الازمة وانقاذ ارواح شباب مصر" واشارت الى ان "مخرج الازمة الخطيرة التي تعصف بالوطن والمواطنين" يتمثل في خطة من خمس نقاط تقضي خصوصا بان يكلف الرئيس نائبه عمر سليمان "بادارة الفترة الانتقالية".وتاتي هذه الاشتباكات غداة تظاهرات شارك فيها اكثر من مليون شخص في جميع انحاء مصر الثلاثاء تطالب برحيل مبارك الذي اعلن مساء الثلاثاء في خطاب تلفزيوني انه سيكمل ولايته لكنه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر.