خرج الآلاف من الجزائريين إلى شوارع العديد من المدن الجزائرية في مسيرات أطلق عليها إسم "مسيرات الجوع وارتفاع الأسعار" ،رفع من خلالها المتظاهرون شعارات مطالبة بتنحي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة محملين إياه مسؤولية تدني أوضاع الجزائريين في دولة غنية بالبترول والغاز والذي لا يستفيذ من عائداته المواطن الجزائري ، و طالب المحتجون كذلك بإسقاط الحكومة لأنها لا تراعي مصالح الشعب . حيث ارتفعت أسعار مختلف المواد الغذائية إلى مستويات عالية،وقفز مثلا سعر السكر من دولار أمريكي إلى 1.5 دولار أمريكي، وعرفت مادة الزيت زيادة ما بين 10 إلى 75 % في ظرف أسبوعين، كما شملت هذه الزيادات مواد أخرى كالخضر والفواكه والخبز . وسجلت أكبر هذه الاحتجاجات بالجزائر العاصمة حيث عرفت عدة أحياء في المدينة مظاهرات احتجاجا على الظروف المعيشية وعلى غلاء الأسعار، وسمع إطلاق نار في مناطق متفرقة من المدينة، في حين اعتقلت قوات الأمن علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. واقتحم مجموعة من المحتجين مقر محافظة الشرطة الخامسة و تدخلت عناصر الأمن المتواجدة هناك لتفرقتهم، بإطلاق عيارات نارية. وغازات مسيلة للدموع من أجل تفرقة المحتجين. وطالت الاحتجاجات أحد فروع شركة أوراسكوم بباب الوادي. كما اقتحم المحتجون مؤسسات عمومية وقاموا بحرق أحد السيارات التابعة لمصالح الأمن الوطني وأضرموا النيران في العجلات المطاطية. كما أقبل عشرات من الغاضبين بقطع الطريق المؤدي لمقر القيادة العامة للدرك الوطني. و رشق عناصر الدرك. وبوهران خرج مئات الشباب الغاضبين إلى شوارع بعض الأحياء الشعبية بوهران، في حركة احتجاجية، للتنديد بغلاء المعيشة و ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية خلال الأيام الماضية.ووفق مصادر إعلامية فقد اندلعت مظاهرات عنيفة بحي ابن سينا (فيكتور اوقو-سابقا) و المعروف باسم تيريغو الشعبي، قبل أن تمتد حمى الغضب للأحياء المجاورة، خاصة حي الحمري. حيث شوهد تجار هذا الحي يغلقون محلاتهم التجارية في حدود الساعة الرابعة زاولا، خوفا من الانزلاقات. وعمد متظاهرون إلى إضرام النيران في إطارات العجلات وتحطيم محطة نقل المسافرين احتجاجًا على الغلاء. من جهتها هددت 17عائلة في حي ديار الشمس بالجزائر العاصمة بالانتحار الجماعي إذا رفضت السلطات الاستجابة لمطالبها المتمثلة في توزيع عادل لشقق سكنية من المقرر أن تُرحل إليها. ورفضت هذه العائلات مغادرة حي ديار الشمس إلى المساكن المقترحة عليها بسبب ما تسميه التلاعب بعملية الترحيل، واحتجاجا منها أيضا على مساحة الشقق الجديدة.