قال منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة إنه يتابع قضايا الشباب والرياضيين يوميا عبر الحوار الذي يباشره معهم عبر موقع "الفيسبوك"، وأوضح بلخياط خلال حديثه مساء الثلاثاء الماضي أمام الشبان والشابات الذين سيستفيدون من التكوين في المركز الو طني لكرة المضرب الذي تم إعطاء انطلاقته بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، أنه شغوف بالدردشة مع الشباب عبر الموقع، مشيرا إلى أنه يستعين به في تحديد الخلل الذي تعرفه الرياضة الوطنية. وأشارت مصادر متطابقة إلى أن فشل بلخياط في تدبير الشأن الرياضي بات واضحا للعيان، بعدما تراجع أداء الرياضة الوطنية في السنة التي نودعها باستثناء بعض الإنجازات المحسوبة على رؤوس الأصابع، والتي تبقى إنجازات شخصية، واستغربت مصادر متطابقة كلام الوزير، وقالت إنه جاء متناقضا مع السياق العام لتدبير الشأن المحلي الذي يفترض متابعة ميدانية من أجل الوقوف على المشاكل التي تتخبط فيها الرياضة المغربية، موضحة أن "الفيسبوك" لا يمكن أن يميط اللثام عن كرة الثلج التي بدأت تكبر يوما بعد يوم، وقالت المصادر إن مشاكل الرياضة الوطنية لا يمكن حلها من خلال الدردشة على موقع اجتماعي غالبا ما يستعمله الشباب في تبادل الآراء فيما بينهم، مشددة على أن الوزير بلخياط فشل فشلا ذريعا في خلخلة الواقع الجامد للرياضة الوطنية بعد سنة ونصف على تحمله مسؤولية تدبير الشأن الرياضي، وقالت إن الانتشاء بما حققه فريق الفتح الرباطي في كأس الإتحاد الإفريقي، يعتبر محاولة للهروب إلى الأمام، والقفز على الواقع المر الذي تعاني منه الرياضة المغربية وعلى جميع المستويات، مشيرة إلى أن أكبر فشل منيت به الوزارة على عهد بلخياط هو قانون التربية البدنية الذي خرج مشوها، بسبب غياب الواقعية في صياغة محتوياته، مبرزة أن المغرب لازال بعيدا كل البعد عن تدبير ملفه الرياضي في إطاره الشمولي، خصوصا أن الهواية لا زالت جاثمة على الميدان، رغم إصرار الوزير والدائرين في فلكه على الترويج لمشروع الإحتراف الذي ولد ميتا، بسبب اهتراء البنية التحتية، وغياب شروط الممارسة الإحترافية، موضحة أن ملاعب القرب التي صرف عليها بلخياط ملايين الدراهم، لم تساهم ولو بجزء يسير في النهوض بالرياضة الوطنية، بعدما تحولت إلى فضاء يلتقي فيه المتسكعين، وقالت إن بلخياط أخطأ الطريق حين راهن على صناديق القرب، وكان الأولى أن يبحث عن عقد شراكات مع وزارات أخرى خصوصا وزارة التعليم من أجل استعادة الدور الريادي الذي لعبته المؤسسات التعليمية في تخريج أبطال الرياضة، وأوضحت المصادر أن بلخياط سعى إلى استيراد مشروع رياضة ودراسة الذي أثبت فشله في فرنسا وباقي الدول الغربية، بسبب المشاكل الأخلاقية والنفسية والاجتماعية التي تسبب فيها هذا المشروع، وأبرزت المصادر أن الوزارة ستعمد إلى حرمان أطفال صغار من دفئ الأسرة، وترمي بهم إلى مصير مجهول، داخل فضاء لا أحد يعلم ما سيحدث داخله، وقالت إن المستفيذ الوحيد من هذا المشروع المشوه، هم عدد من الموطفين الذي غادروا الوزارة في إطار المغادرة الطوعية، قبل أن يعودوا مقابل عقود وبرواتب شهرية، موضحة أن وزارة الشباب لم تنس متقاعديها الذين لازالوا يعملون في عدد من الجامعات، في وقت يعاني فيه عشرات الأطر الشابة بالوزارة من التهميش. وقالت المصادر ذاتها إن وزارة الشباب والرياضة في حاجة إلى إعادة النظر في تركيبتها الحالية، وقالت إن الوزير بلخياط فضل الصمت على مجموعة من الملفات التي تنخر الجسد الرياضي، من بينها وضعية الطلبة الذين يتابعون دراستهم في معهد مولاي رشيد المقفل منذ مدة، وقالت المصادر إن الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الطلبة المقيمين في أحد مراكز الإستقبال بمدينة الرباط باتت مقلقة حيث يعانون مشاكل متعددة، من بينها غياب شروط الإقامة، مشددة على أن هؤلاء الطلبة مستاؤون جدا من الحالة الراهنة، واستغربت المصادر ذاتها عدم اهتمام الوزير بمحنة هؤلاء الشباب في وقت يؤكد فيه الوزير تواصله مع هؤلاء الشباب عبر الفيسبوك. وأوضحت المصادر أن بلخياط فشل في الإلمام بقضايا الرياضة والشباب، وقالت إن عددا من دور الشباب أغلقت أبوابها، فيما الباقي تعاني في صمت، وتحولت إلى فضاءات لكل شيء، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وزارة الشباب والرياضة صمت آذانها عن جملة من المشاكل التي تعرفها هذه الدور والتي أنجبت في وقت سابق أبطالا في مختلف الرياضات، إضافة إلى مسرحيين وشعراء ومثقفين، وأضافت أن الوزارة مطالبة الآن بوضع حد لحالة التسيب التي تعاني منها مختلف مرافق دور الشباب. من جهة أخرى، انتقدت المصادر طريقة تدبير الشأن الرياضي في المغرب، وقالت إن بلخياط مهتم بملفات ليست ذات أولوية، من قبيل وضع جدول للمنح المالية التي ستخصص للرياضيين المغاربة حسب الإنجازات المحققة، وقالت المصادر إن عددا من الجامعات تعاني خصاصا مهولا في جميع المجالات، وأنها غير قادرة على تدبير موسمها الرياضي، فأحرى تكوين أبطال يمكنهم المنافسة على الصعيد الدولي، وأوضحت المصادر أنه باستثناء ألعاب القوى الوطنية، فإن أغلب الرياضات بما فيها كرة القدم عرفت مجموعة من التراجعات، وهو ما ظهر جليا في عدة ملتقيات شارك فيها المغرب، وأضافت أن ما تحقق في سنة 2010 كان بمجهود شخصي، وليس بدعم من الوزارة بما فيها إنجاز فريق الفتح الرباطي.عبد المجيد أشرف