تتجلى روعة السينما البريطانية مجددا في سرد تاريخ الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس مجددا من خلال فيلم "خطاب الملك"، والذي يرشحه النقاد للحصول على أكثر من جائزة من بينها أفضل ممثل، للنجم الإنجليزي كولين فيرث. الفيلم من إخراج تود هوبر، الذي ثبت أقدامه في عالم الفن السابع بعد نجاحه مع مسلسل "جون أدامز" التاريخي، ويتناول حياة الملك جورج السادس، ويجسدها ببراعة كولين فيرث، حيث يعرض كيفية تغلبه على مشكلة التلعثم في وقت كان عليه تولي مهامه الملكية في زمن الحرب العالمية الثانية. ويصف الفيلم الصعوبات التي واجهها جورج السادس عند وصوله إلى الحكم بعد تنازل أخيه عن العرش عام 1936 ليتزوج من ليدي سمبسون، وهو ما سبب حرجا كبيرا للعائلة المالكة. يؤدي جيفري راش دور المعالج النفسي الاسترالي الذي ساعد الملك على السيطرة على تلعثمه خاصة وأنه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بريطانيا كان يتوجب على جورج السادس بعد تربعه على العرش، توجيه رسائل عبر الراديو إلى سكان 58 دولة تشكل الإمبراطورية البريطانية، أي ربع عدد سكان العالم. لكنه كان يجد صعوبة في إخراج الكلمات من فمه، في حين كان عدوه أدولف هتلر يلقي خطابات رنانة تتميز بالفصاحة وتلهب حماس الجماهير. ووجد الملك نفسه أمام مشكلة جديدة، حيث أن خبير النطق يحب الدعابة والسخرية، وهو ما كان يثير حفيظة الملك ويجعله يكره محاضرات التعلم، ويرفض تنفيذ تعليماته، وينتهي الفيلم بتخطي جورج السادس لأزمته ليكون أحد أهم ملوك بريطانيا في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. يشار إلى أن الأداء الرائع الذي قدمه فيرث في هذا الفيلم يأتي بعد تألقه في فيلم "رجل أعزب" الذي قام فيه بدور مثلي قتل رفيقه العاطفي، وحصل عنه على جائزة الأوسكار عاد ليترشح لجائزة الجولدن جلوب عن دوره في الفيلم الجديد. جدير بالذكر أن الفيلم الإنجليزي "خطاب الملك" تصدر قائمة الأفلام المرشحة للحصول على جوائز الجولدن جلوب بعد أن تم ترشيحه إلى سبعة جوائز في النسخة ال68 من المسابقة. وتشمل الفئات التي رشح الفيلم للفوز بجوائزها التمثيل لكولن فيرث وأفضل سيناريو وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل إخراج، وفيلم العام وأفضل ممثل مساعد ورشح لها جيفري راش، وأفضل ممثلة مساعدة لهيلين بونهام كارتر.(إفي)