قامت ميليشيات البوليساريو بهدم منازل صحروايين رفعوا الراية المغربية فوق منازلهم بتندوف، واعتقلت أصحاب هذه المنازل، كما اعتقلت مجموعة من الأشخاص الذين قاموا بتوزيع منشورات تساند مشروع الحكم الذاتي. يأتي هذا في إطار عصيان وتمرد ضد قيادة البوليساريو بتندوف يقوده الصحراويون الذين أصبح همهم الوحيد هو الهروب من جحيم سجن تندوف الكبير نتيجة الأوضاع المزرية. وفي آخر تطورات القمع الذي تمارسه جبهة البوليساريو ضد الصحراويين بتندوف، قامت مليشيات البوليساريو، وفق ما ذكرته جريدة تايمز الجزائرية، بهدم مسكن لمواطن صحراوي ( أ.و.ع) بمخيم ولاية العيون بتندوف، جراء رفعه للعلم المغربي على سطح منزله كتعبير منه عن سخطه على الأوضاع المزرية بالمخيم. وما إن علمت مليشيات البوليساريو بالخبر، يضيف المصدر ذاته، حتى تم تطويق المنزل واعتقال صاحبه وشخص آخر ونزع العلم المرفوع، ولم تنته إلى هذا الحد، بل أقدمت هذه المليشيات بهدم المنزل نهائيا بكل محتوياته، كرد عنيف يراد منه مواجهة التمرد وردع المحتجين بمخيمات لحمادة، وهذه هي المرة الثالثة، وفق المصدر ذاته، التي يرفع فيها العلم المغربي بمخيمات تيندوف كتحد من الصحراويين لقيادة البوليساريو التي طوقت كل مخيمات تندوف بيد من حديد. ويلعب تنظيم رابطة أنصار الحكم الذاتي بمخيمات تندوف دورا كبيرا في قيادة التمرد ضد قيادة البوليساريو بمخيمات لحمادة. هذا، وقد نددت منظمة العفو الدولية (أمنيستي إنترناشيونال)، التي يوجد مقرها بلندن، بعدم تمكنها من ولوج التراب الجزائري، بما فيه مخيمات تندوف، الخاضعة لمراقبة انفصاليي (البولساريو) جنوب-غرب الجزائر. وقال مالكولم سمارث، المدير المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "نأمل أن نجد لدى الجزائر نفس روح الانفتاح التي نلمسها في المغرب". وقال المسؤول إن "الحكومة الجزائرية أبلغتنا بأنه، بسبب مؤاخذاتنا على الوضع بالجزائر، فإنه لن يكون بوسعنا زيارة هذا البلد للقيام بأعمال تقص". وتابع "إننا نرغب في أن نلج كافة الأراضي الجزائرية بما فيها مخيمات تندوف"، مبرزا أن (أمنيستي إنترناشيونال) تأمل في تسليط الضوء على الخروقات العديدة لحقوق الإنسان بالجزائر، بما فيها تلك التي تستهدف المهاجرين والانتهاكات الخطيرة الأخرى. وأبرز سمارث أن "معاملة اللاجئين تعد أيضا من بين اهتماماتنا بموضوع الوضع بالجزائر... نرغب في معالجة هذه القضايا على أرض الواقع، غير أن رغبتنا تصطدم برفض السلطات الجزائرية". وأكد أن المنظمة غير مستعدة " لقبول ولوج محدود للتراب الجزائري"، مسجلا أن "الفرع الصغير جدا" الذي تتوفر عليه المنظمة بالجزائر "يواجه صعوبات للعمل في هذا البلد".