بقلم كريس ليفكو مشاهدو التلفزيون الاميركيون الذين باتوا يقتصدون بسبب الازمة بدأوا يتخلون عن الاشتراكات بالكابل بنسب غير مسبوقة في ميل تستفيد منه خدمات البث التلفزيوني الجديدة المقترحة عبر الانترنت مثل "نت فليكس" او "هولو" الاقل كلفة والاكثر مرونة. في الولاياتالمتحدة, الكثير من العائلات لديها اشتراك بالكابل باسعار تتجاوز احيانا المئة دولار شهريا اذ ان عدد المحطات التلفزيونية المجانية قليلة جدا. الا ان شركة الابحاث "اس ان ال كاغان" تشير الى ان شركات توفير خدمة الكابل خسرت 741 الف مشترك في الربع الثالث من هذه السنة في وتيرة لا سابق لها بحسب المصدر ذاته منذ بدأ متابعة هذا القطاع في العام 1980. والشركة الاولى المشغلة لخدمة الكابل "كوم كاست" خسرت لوحدها 275 الف مشترك خلال تلك الفترة. اما الشركة الثانية في هذا المجال "تايم وارنر" فخسرت 155 الف مشترك. وكان 216 الف مشترك الغوا اشتراكاتهم في الربع الثاني من السنة الحالية في اول تراجع في تاريخ هذا القطاع الذي يشمل نحو مئة مليون مشترك في بلد يزيد عدد سكانه عن 300 مليون نسمة. ويشير المسؤولون عن هذا الطقاع باصابع الاتهام الى الظروف الاقتصادية في المقام الاول ولا سيما البطالة التي لا تزال بحدود 10 % في الولاياتالمتحدة. وقال فيليب دومان رئيس مجلس ادارة "فياكوم" التي تملك محطات بالكابل مثل "كوميدي سنترال" و"ام تي في" خلال لقاء مع محللين ماليين "ارى ملفتا امام الانكماش القوي جدا الذي شهدناه, صمود اشتراكات التلفزيون". وفي حين ان الاقتصاد في الانفاق يبقى الدافع الاول للمستهلكين, يعتبر المحللون ان البعض منهم يختارون خدمات جديدة عبر الانترنت. فشركة "نت فليكس" لتأجير اشرطة "دي في دي" بالمراسلة التي تقول ان لديها 16 مليون مشترك في الولاياتالمتحدة وكندا اطلقت للتو خدمة في مقابل 99,7 دولارات شهريا للحصول بشكل غير محدود على بثها "الحي" (ستريمينغ) من افلام ومسلسلات تلفزيونية. وتقدم "هولو" وهي خدمة للبث على الانترنت, برامج لمجموعات مثل والت ديزني (محطات مثل "ايه بي سي" و"اي اس بي ان سبورت") و"نيوز كوربس" (محطة فوكس) او "ان بي سي يونيفرسال", اشتراكا بالسعر ذاته. كذلك اطلقت "غوغل" في تشرين الاول/اكتوبر "غوغل تي في" وهي خدمة تسمح على شاشة واحدة بمشاهدة التلفزيون واستخدام برامج عبر الانترنت. وقد حذت بذلك حذو "آبل تي في". ويعتبر ايان اولغيرسون المحلل لدى "اس ان ال كاغان", "يصبح من الاصعب اكثر فاكثر" تجاهل تأثير هذه المصادر الجديدة للمحتويات التلفزيونية خصوصا وان الغاء اشتراكات بخدمة الكابل سجل "في مرحلة من السنة تشهد عادة الارتفاع الاكبر في عدد المشتركين". جيف كاغان المحلل المستقل الذي يتابع قطاع الاتصالات يشدد من جانبه على قلة المرونة في الاشتراكات التي تقدمها شركات خدمة الكابل لا سيما على مستوى اختيار القنوات. ويضيف كاغان "لزيادة الرسوم التي تتقاضاها, تعمد شركات خدمات الكابل بشكل متواصل الى زيادة عدد المحطات مؤكدة انها تقترح عرضا ممتازا. الا ان المشاهد العادي لا يتابع الا 10 الى 15 محطة فقط". ويقول هذا المحلل ان المستهلكين لم يكن امامهم خيار اخر حتى الان "الا ان الامور بدأت تتغير".ويختم قائلا "لدينا فجأة خدمات جديدة تظهر مثل +غوغل تي في+ و +آبل تي في+ التي تجذب المشتركين على حساب المشغلين التقليديين. لقد سئم المستهلك وبات لديه الخيار الان وهو يستفيد من ذلك".