تتمتع المطربة الكولومبية شاكيرا بشخصية جذابة، وتعد صاحبة أشهر حركات راقصة في العالم، ولكنها ليست فقط أحد أشهر رموز الغناء، حيث ان لها باع في الاعمال الخيرية والتضامنية تجاه الاطفال الفقراء بصفة خاصة. عناصر :. — - حظيت شاكيرا بترحيب واستقبال العديد من زعماء دول العالم وكبار مسئوليها كالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهي ميزة لا يحظى بها سوى القليلون المميزون. — - مؤسسة "الأقدام الحافية" التي انشأتها ساعدت في تشييد خمس مدارس وتقديم الرعاية لنحو 5 ألاف طفل وطفلة. — - كانت شاكيرا من أول المحتجين على قانون الهجرة المثير للجدل الذي أقرته ولاية أريزونا الأمريكية أواخر أبريل/نيسان 2010 والذي يعتبر الأكثر صرامة فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية مقارنة بباقي الولاياتالأمريكية. — - تعتبر شاكيرا ان "مساعدة طفل هي بمثابة تقديم المساعدة لجميع أفراد أسرته وللمجتمع بأسره والعالم بوجه عام"، وأن "علينا أن نستثمر في تعليم الأطفال من اجل تحقيق مستقبل أفضل". لا شك في أن المغنية الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا تعتبر موهبة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معان، فهي تتقن المزج بين إيقاعات أغنياتها الغربية واللاتينية وألوان مختلفة من الرقص، خاصة الشرقي، وتنبض دوما بالحيوية على خشبة المسرح، ولكن عالم الموسيقى لم يشغلها عن التعاطف مع فقراء مجتمعها والمساهمة في اعمال من أجل تعليم أطفال كولومبيا وتشييد المدارس لهم في المناطق التي تعاني من الفقر المدقع، تطبيقا لمبدأ المهاتما غاندي "كن أنت التغيير الذي ترغب أن تراه في العالم". فعند الحديث عن شاكيرا، لا يتعلق الأمر بمجرد بيع ما يزيد على 40 مليون نسخة من ألبوماتها، أو حصد تسع جوائز جرامي أو بث السعادة في نفوس جماهيرها الذين يملأون جنبات الأماكن التي تقيم فيها حفلاتها، ولكن المطربة الكولومبية تنتمي إلى ذلك النوع من الفنانين الذين يسطرون أسمائهم في خدمة أهداف نبيلة وسامية. وعلى الرغم من أن خوضها معترك السياسة أمرا يمكن ألا يتحقق أبدا، إلا أن شاكيرا حظيت بترحيب واستقبال العديد من زعماء دول العالم وكبار مسئوليها كالرئيس الأمريكي باراك أوباما على سبيل المثال، وهي ميزة لا يحظى بها سوى القليلون المميزون. — - مقابلة مع أوباما. واذا كانت مقابلة شخصية مثل الرئيس أوباما تعد مستحيلة بالنسبة للكثير من الناس، بل ومسئولي بعض الدول، نظرا لأجندة عمله المضغوطة بشكل دائم، فلم يكن الأمر كذلك بالنسبة لشاكيرا التي اجتمعت معه في فبراير/شباط الماضي بصفتها ممثلة عن منظمة "آلاس" الغير حكومية، أو "أجنحة أمريكا اللاتينية للعمل التضامني"، بحثا عن مزيد من برامج التعليم المبكر للأطفال اللاتينيين في الولاياتالمتحدة. كما استغلت شاكيرا زيارتها للولايات المتحدة، لتوقيع اتفاق بين تلك المنظمة والبنك الدولي من أجل المساهمة بمبلغ قدره 300 مليون دولار لتمويل برامج تخص الصحة والتعليم والتغذية في أمريكا اللاتينية والكاريبي. فتوفير حياة كريمة للأطفال وتقديم المساعدة اللازمة لانتشال الملايين منهم من الفقر والحيلولة دون تعرضهم للاستغلال، تعتبر من بين أهدافها الملحة. ومن هذا المنطلق أنشأت شاكيرا مؤسسة خيرية تحمل اسم "الأقدام الحافية" للمساهمة في تعليم الأطفال الفقراء، ولكي تصبح بمثابة النافذة التي تستطيع من خلالها توجيه المساعي من أجل توفير حياة أفضل وإيقاد شمعة داخل النفق المظلم الذي يعيش فيه الفقراء. — - وسام منظمة العمل الدولية. فمؤسسة "الأقدام الحافية" باتت مصدرا تشبع شاكيرا من خلاله نهمها لمساعدة الأطفال، بعد أن ساعدت المؤسسة في تشييد خمس مدارس وتقديم الرعاية لنحو 5 ألاف طفل وطفلة. وكانت احدى نتائج توجهها في هذا المجال ان تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة من قبل منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ولمبادرة "وان جول" أو "هدف واحد"، التي أطلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والملكة رانيا، زوجة عاهل الأردن، الملك عبد الله. وأخذت منظمة العمل الدولية كل هذا في الاعتبار وهو ما جعلها تمنح شاكيرا في 3 مارس/آذار 2010 وبالتزامن مع الاحتفال بيوم العدالة الاجتماعية العالمي، وسام شرف المنظمة تقديرا لجهودها من أجل دعم الأطفال الفقراء لتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية. وقال عنها المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سومافيا "إنها مثل يحتذى به، كما أنها مصدر الهام للجميع"، في الوقت الذي يؤكد فيه المطربة الشهيرة أن "مساعدة طفل هي بمثابة تقديم المساعدة لجميع أفراد أسرته وللمجتمع بأسره والعالم بوجه عام" وأن "علينا أن نستثمر في تعليم الأطفال من اجل تحقيق مستقبل أفضل". — - تضامن مع المهاجرين بعد قانون أريزونا. وفي إطار تضامنها مع قضايا مواطنيها، كانت شاكيرا من أول المحتجين على قانون الهجرة المثير للجدل الذي أقرته ولاية أريزونا الأمريكية أواخر أبريل/نيسان 2010 والذي يعتبر الأكثر صرامة فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية مقارنة بباقي الولاياتالأمريكية. وتتضمن بنود القانون الجديد السماح لرجال الشرطة باستجواب واحتجاز أي فرد تساورهم الشكوك حول كونه مهاجرا غير شرعي، كما يطبق عقوبات جنائية على من ينقلون أو يمنحون عملا للمهاجرين غير الشرعيين فضلا عن إلزام الأشخاص بحمل وثائق إقامتهم أو جواز سفرهم طوال الوقت. وفي تصريحاتها من فينيكس، عاصمة أريزونا حيث توجههت لمساندة المهاجرين اللاتينيين، أعتبرت شاكيرا أن القانون الجديد ينتهك الحقوق المدنية والإنسانية للمهاجرين، كما أكدت على دعمها لمبدأ اتاحة الفرص للجميع، وأعربت عن قلقها بشأن تداعيات تنفيذ القانون على الأسر العاملة والمقيمة في الولاياتالمتحدة. — - مغنية ذات حس تضامني رفيع. ولكن شاكيرا، التي ولدت في 2 فبراير/شباط 1977 بمدينة بارانكيا الكولومبية، ليست شخصية تضامنية دخلت المجال الفني، وإنما هي مغنية تتمتع بمواهب حقيقية وحس تضامني رفيع، فعملها الاجتماعي ورسالتها التضامنية لم يكن ليلقى كل هذا الترحيب والحفاوة لو لم تكن صاحبته تحظى بشهرة كبيرة. فقد حققت شاكيرا شهرة واسعة بعد بيع الملايين من اسطواناتها والظهور الدائم في وسائل الإعلام المختلفة، وهي شهرة تستحقها عن جدارة نظرا لموهبتها الصوتية المتفردة التي ظهرت منذ بداية مسيرتها الفنية في 1991 بإطلاق ألبوم "ماخيا" أو سحر وهي في الرابعة عشر من عمرها. بعدها بعامين أصدرت ألبومها الثاني بعنوان "بليجرو" أو خطر والذي لاقى استقبالا جماهيريا متواضعا مثله مثل ألبومها الأول، ولكن صيتها ذاع نسبيا بشكل دفع منظمو مهرجان "بينيا ديل مار" التشيلي لدعوتها للمشاركة فيه، وانتهى الأمر بالحصول على المركز الثالث بأغنية "أنت". وكانت تلك نقطة انطلاقة بالنسبة لشاكيرا التي أطلقت في 1995 ثالث ألبوماتها بعنوان "الأقدام الحافية" الذي حقق مبيعات تجاوزت أربعة مليون نسخة وكان سبب شهرتها في عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية. ولكن ألبوم "أين اللصوص" الصادر عام 1998 كان هو تأشيرة السفر التي حملت شهرتها خارج حدود القارة اللاتينية وجعلتها تحظى بشهرة عالمية في فرنسا وإسبانيا والولاياتالمتحدة وكندا، وهو عمل من إنتاج إميليو ستيفان زوج المغنية الكوبية الأصل جلوريا ستيفان وتضمن أغنيات مثل "عمياء صماء بكماء" و"لا أعتقد". وكان تعزيز مكانتها كمطربة في ساحة الولاياتالمتحدة الزاخرة بكبار النجوم، على يد شبكة "إم تي في" الموسيقية التي سجلت معها النسخة الإسبانية من "Unplugged" لتحصد بهذا العمل أول جائزة جرامي خلال مسيرتها الفنية. حينها بدأت المطربة تعلم اللغة الإنجليزية لتصل إلى قطاع أكبر من المستمعين وبدأت في إصدار ألبومات باللغتين الإسبانية والإنجليزية، منذ عام 2001 بعد طرح ألبومها "خدمة تنظيف" في الأسواق. وبعد طرح العديد من الألبومات بالإسبانية والإنجليزية في الأسواق، تألقت شاكيرا في 2007 من خلال غنائها في فيلم "الحب في زمن الكوليرا" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الكولومبي الأشهر جابرييل جارثيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل للأدب في 1982. وكان ماركيز نفسه قد قال عن شاكيرا إن موسيقاها ليس لها شبيه، كما ان لا أحد يمكنه الغناء والرقص بنفس الأسلوب البرىء الذي ابتدعته لنفسها. وبعد غياب ثلاثة أعوام عن ساحة الإصدارات الجديدة بسبب انشغالها بقضايا آخرى، طرحت شاكيرا أحدث ألبوماتها "ذئبة" في الأسواق، وهو عمل تجسد فيه "أحلامها المحرمة" من وجهة نظرها كأنثى، وفقا لما قالته المطربة نفسها. ومؤخرا انتهت شاكيرا من تصوير أغنية "غجرية" مع لاعب التنس الإسباني الماتادور رافائيل نادال، المصنف الرابع عالميا، وهو ما كان السبب وراء ظهور شائعات حول ارتباطهما بعلاقة عاطفية، ولكنها نفت ذلك، مؤكدة أن علاقتها بنادال لا تتعدى الصداقة.ومن المعروف أن شاكيرا مرتبطة عاطفيا بالمحامي أنطونيو دى لا روا نجل الرئيس الأرجنتيني الأسبق فرناندو دى لا روا التي بدأت علاقتها به منذ عام 2000 وتصر على نفي أي شائعات حول زواجهما. (إفي)