أشرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء الماضي على تخرج نحو 540 من مقاتلي البوليساريو بالأكاديمية العسكرية الجزائرية في شارشال. ويتعلق الأمر بفوج 2009 و2010، حيث تكلف النظام الجزائري بتكوينهم على نفقته، وذلك في إطار مخطط الدولة الجزائرية الرامي إلى تسليح البوليساريو لضرب مصالح المغرب. ولقد التحق المتخرجون أمس بجبهة البوليساريو حيث استقبلهم محمد عبد العزيز بمدرسة الوالي العسكرية، وأطلق على هذا الفوج اسم "إبراهيم بصيري". وقدم المتخرجون استعراضا عسكريا أمام عيني زعيم جبهة البوليساريو الوهمي محمد عبد العزيز. وحضر هذا الاستعراض إلى جانب محمد عبد العزيز محمد لمين البوهالي الذي تسميه البوليساريو بوزير الدفاع، حيث دعا هؤلاء المتخرجين من أكاديمية الجزائر إلى الاستعداد إلى الحرب والقتال، وهو نفس الأمر الذي شدد عليه محمد سالم عبد الله مدير مدرسة الوالي العسكرية . ويضم الفوج المتخرج من أكاديمية شارشال الذي حضر عبد العزيز بوتفليقة حفل تخرجه إلى جانب 540 من عناصر البوليساريو نحو 1400 من ضباط الجزائر. إلى ذلك، تفرض ميليشيات البوليساريو، وعناصر تنظيم القاعدة في الجزائر، ضرائب على تجار المخدرات ومهربي السجائر الذين يمرون من جنوبالجزائر وشمال مالي وشرق موريتانيا والمواقع التي توجد بها عناصر من ميليشيات البوليساريو المسلحة. ويضمن هؤلاء عبور قوافل الكوكايين والهيروين المتوجهة إلى أوروبا ويجبون عليها الضرائب بعدما جذبتهم ما تذره هذه التجارة من أرباح. وأكدت مصادر إعلامية فرنسية أول أمس أن هذه الميليشيات يحمون مهربي المخدرات ويحرسون قوافلهم، ويتقاضون ضريبة مقابل حمايتهم " وكان الجيش الموريتاني قد ضبط في وقت سابق قافلة مخدرات كانت تحرسها عناصر مسلحة من البوليساريو مما يدل على التواطؤ مع المهربين. واعتبر دبلوماسي غربي في نواكشوط أن "هناك نقاط تواصل ونوعا من التنسيق" بين القبائل ومجموعات المتمردين والمهربين والعصابات والإرهابيين الذين ينشطون تقريبا بكل حرية فى تلك المناطق. إلا أنه اعتبر أن عناصر القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي المتورطين في تهريب المخدرات يمارسون ذلك "بشكل فردي"، مؤكدا أن "بعضهم من عناصر القاعدة وينتمون في الوقت نفسه إلى شبكات إجرامية". ويقول الجنرال الأمريكى مايكل براون، قائد عمليات مكافحة المخدرات سابقا، لفرانس برس إن "الكرتالات الكولومبية أقامت علاقات أعمال مع القاعدة"، مؤكدا "أنها تسلك طرق تهريب المخدرات التي يستعملها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ زمن طويل لعبور شمال إفريقيا في اتجاه أوروبا".