لم يفهم مسؤولون بوزارة الاتصال السر وراء نشر صحيفة الشرق الأوسط اللندنية لحوار مع من أسمته قيادي بالسلفية الجهادية أجراه محمد الشافعي من لندن عبر ما اسماه هاتفا مهربا، وأصر الشافعي على تسمية معتقلي السلفية الجهادية بالمحتجزين رغم أن جلهم يقضي عقوبات حبسية أصدرتها ملحقة محكمة الاستئناف بسلا وبالباقي في طور المحاكمة، في حين أن الحجز يتم خارج دائرة القانون، ووصف سجن تيفلت بغوانتانامو المغرب، وأقحم الشافعي في حواره المدمج صديقه ياسر السري المعروف بأبو عمار المصري مدير المرصد الاسلامي بلندن الذي يهتم بأخبار الحركات الجهادية، وياسر السري مصري محكوم بالاعدام ومتزوج من مغربية مقيم في بريطانيا التي حصل بها على اللجوء السياسي، وأعطى السري لنفسه الحق في مطالبة الدولة المغربية بأشياء كثيرة رغم أنه لا يعترف حتى بالدولة التي منحته اللجوء. واستغرب المتتبعون إقدام الشافعي، المعروف بعلاقاته الدولية بقيادات الحركات الجهادية، على نشر الحوار المذكور خصوصا أن جريدة الشرق الأوسط هي أولا وسيلة إعلامية تمثل الموقف الرسمي للدولة السعودية، وهل يسعى الشافعي من وراء ذلك إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا تمرير خطابات أصدقائه السلفيين الجهاديين،وثانيا تعكير العلاقات بين البلدين؟ ونسي محمد الشافعي أنه خرق القوانين المنظمة للسجون المغربية عندما سمح لنفسه بالحديث لمدة ساعة كاملة مع أحد قياديي السلفية الجهادية،وذلك عبر هاتف مهرب حسب قوله، ونسي أن الدولة المغربية لها قوانين تنظمها وأن علاقاته مع قيادات السلفية الجهادية دوليا تضعه محل تساؤلات عدة خصوصا صداقته بياسر السري، أحد قيادات الجماعة الإسلامية بمصر المتهمة بقتل السياح الأجانب. عندما دبج الشافعي حواره لم يكن يعرف أن المغرب سمح للشرق الأوسط بالطباعة في المغرب في مرحلة كانت الصحف المغربية تنعثها بصحافة البترودولار،وسمح لها بالبيع بالثمن الذي تبيع به الصحف المغربية، في وقت رفض الترخيص بطباعة القدس العربي نظرا لغموض مصادر تمويلها وثانيا لموقفها المناوئ للقضية الوطنية، وقد حظيت الشرق الأوسط بهذا الا متياز الذي لم يحظ به غيرها. فهل يعتقد محمد الشافعي أن السعودية ستسمح باختراق سجونها والحديث عن معاناة سجناء تنظيم القاعدة وزعماء الشيعة؟ هل ستسمح لنا بالحديث عن سجن الحائر بالرياض؟ وهل السعودية قلقة على سجناء السلفية الجهادية بالمغرب؟