اعتبرت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أن نسبة 80 في المائة من الأطفال الذين يتابعون دراستهم بالعالم القروي داخل الكتاتيب القرآنية لا يستفيدون من مضمون تربوي حقيقي. وجاء في التقرير التركيبي الخاص بالبرنامج الاستعجالي 2009-2012 ،الذي أعدته الوزارة في الفصل الخاص بالتعليم الأولي، عدة ملاحظات أهمها النقص في البنيات التحتية حيث لم يكن المغرب يتوفر إلا على 42.402 فصلا للتعليم الأولي تحتضن 705 آلاف طفلة وطفل في حين أن ساكنة المغرب في سن ما قبل التمدرس تناهز 1.2 مليون من الأطفال، يقول التقرير،وذلك بالإضافة إلى ضعف التأطير،والتتبع،والتقويم،وتباين مواصفات المربيات والمربين. كما سجل أصحاب التقرير أن أعداد كبيرة من الأطفال لا تلتحق بالمدرسة أو تغادرها قبل سن الإلزامية بالإضافة إلى ارتفاع في نسبة التكرار بشكل كبير حيث تراوحت نسبتها سنة 2006 ما بين 12.7 في المائة في السلك الابتدائي و 16.9 في المائة في السلك الثانوي الإعدادي.. و على الرغم من الطموح الذي تضمنه ميثاق التربية،والتكوين فإن العرض التربوي يكاد ينفرد به القطاع الخاص (الكتاتيب القرآنية والمؤسسات العصرية)،يقول التقرير. وكشف التقرير الخاص بالسنوات الثلاث المقبلة بأنه سيتم تعزيز جهاز التفتيش في قطاع التعليم الأولي بانتداب داخلي لأزيد من 250 مفتشا إضافيا في الفترة ما بين 2012 – 2009 ويتعلق الأمر بمفتشي التعليم الابتدائي الذين سيتلقون تكوينا تكميليا يتمحور حول خصوصيات التعليم الأولي، وذلك بتأطير من المفتشية العامة للشؤون التربوية.. ولتجاوز النقائص المسجلة فإن البرنامج الاستعجالي يهدف إلى تحقيق نسبة تمدرس في كل جماعة في حد أدناه 95 في المائة،وذلك من خلال الاعتماد على عدة إجراءات من بينها ترشيد نفقات البناء بالاعتماد على مقاربة جديدة شمولية،ومعقلنة تتمثل في اللجوء إلى العمل بالصفقات الإطار الوطنية،يقول التقرير. واعترفت وزارة التربية الوطنية من خلال تقريرها بغياب مرجعية معيارية دقيقة،وملائمة وانعدام الصيانة،والترميم المنتظمين في المؤسسات التعليمية الأمر الذي يجعلها "غالبا ما توجد في حالة متردية ويطبع مستوى تجهيزها نقص كبير يؤثر سلبا على شروط التعليم". وفيما يتعلق بالإحصائيات فإن ما يناهز 9 آلاف حجرة دراسية غير صالحة للدراسة و 9008 مؤسسة ابتدائية غير مسيجة،و 5 آلاف مؤسسة ابتدائية و561 ثانوية غير مرتبطة بشبكة التطهير بالإضافة إلى كون 83 في المائة من المؤسسات الابتدائية القروية غير متوفرة على مرافق صحية.. يذكر أن الوزارة تقترح كحلول من خلال البرنامج الاستعجالي المذكور تزويد 100 في المائة من المؤسسات بالماء،وربط 80 بشبكة الكهرباء و20 في المائة بالطاقة الشمسية و ترميم 10 آلاف حجرة دراسية، وتجديد التجهيزات المتقادمة. سعيد الريحاني