نسي مصطفى الرميد، العضو القيادي في العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان والراعي لمبادرة المصالحة بين الدولة والسلفية الجهادية، أنه لم يستطع أن يفتح فاه يوم اتهمه مسؤولو وزارة الداخلية بالمسؤولية المعنوية عن الإرهاب من خلال الترويج لخطاب متشدد، ونسي أن الذي أنقذه هو المرحوم عبد الكريم الخطيب. لقد "بات التحدي الذي يفرض نفسه على الحركة الإسلامية المغربية ليس في مدى اعتقادها بالعنف المادي شأن السلفية الجهادية، بل المطلوب مساءلتها عن مدى نبذها للعنف الرمزي الذي يجعلها تتقاطع فكريا واعتقاديا مع نفس التوجهات، حيث لا يوجد من ضامن لاستقامة سلوكها وتميزها عن نظيراتها السلفيات العنفية سوى إرادة الترجيح لدوافع سياسية أو مصلحة محكومة بالمؤقتية. ويتجلى ذلك في ما يمثل محرضات غير مباشرة على العنف كالتشجيع على ثقافة التكفير واستعمال حرب الفتوى". ما يحاول أن يفعله الرميد هو التغطية على احتضان التوحيد والإصلاح، التي منحته رمزية الدخول للبرلمان، لموجات من السلفية، بل إن الحركة بالجملة لا تغدو أن تكون تنظيما بمرجعية سلفية واراها لاعتبارات سياسية ومصلحية. إذا كانت التوحيد والإصلاح ومن تم جناحها السياسي، حزب العدالة والتنمية، سلفية مقنعة فإن المبادرة التي يطرحها تتلبس بلبوس عدم الحياد،وبالتالي فإن ما أقدم عليه الرميد ورفاقه تجاوز لمنطق الطرف الثالث في أي نوع من الوساطة. هم طرف بالرضاعة مع السلفية بتنوعاتها وعوض المصالحة عليهم أن يخرجوا من منطقة اللبس،وممارسة التقية التي يلمزون بها غيرهم إلى منطقة الوضوح الإيديولوجي والسياسي. اعتبر مصطفى الرميد أن هناك أطرافا من مصلحتها استمرار وضع معتقلي السلفية الجهادية على ما هو عليه لأنه ليس من مصلحتهم الانفتاح الديمقراطي. الرميد يتحدث عن الديمقراطية دون أن يوضح موقف السلفية الرافض للديمقراطية في الغالب والقابل لها على مضض كما تفعل التوحيد والإصلاح التي تتأرجح بين منطقة الحلال والحرام مطلقة على مجلسها القيادي مجلس الشورى. الأسئلة التي ينبغي أن يجيب عليها الرميد سهلة جدا. إذا كان الملف عرف أعطابا، وهذه القضية لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل بطبيعة تدبير الملفات الأمنية، فالسؤال الجوهري الذي لا بد من طرحه : هل وقعت عمليات إرهابية في المغرب أم لا؟ ومن المسؤول عنها ماديا ومعنويا؟ وما حدث بالدار البيضاء على فترات متقطعة ماذا يسمى؟ الإرهاب تدمير مادي للمخالف،وهو أيضا عنف الخطاب الذي لا يمكن أن تتنصل منه الحركة الإسلامية التي روجت لخطاب العزلة الشعورية،والجيل القرآني الفريد والزيال الإسلامي والمجتمع الجاهلي ومجتمع الفتنة وغيرها من المفاهيم، ولا يعني قبولها باللعبة السياسية تخلص تام من مخلفات مرحلة التكوين. ولم يجد سعد الدين العثماني بدا من العودة إلى شيخ التكفير ابن تيمية لإقناع أتباعه بدخول اللعبة السياسية. وقبل الختم نقف مع الرميد خلال ندوته الصحفية. القيادي البارز والمشاكس في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح،والراعي للمصالحة قال بعد 12 ساعة من محاولة الفرار الفاشلة التي قادها مجموعة من سجناء السلفية الجهادية إنه لا علم له بذلك وإن كان ما يقال صحيحا فهو قضية مخدومة لإجهاض مبادرة أبي حفص. لماذا لا يعتبر العملية حقيقية وأن أبا حفص لا يمثل سوى ذاته ولا قدرة له على تبني ملف مجموعات متعددة منها من اعترف بالقتل والتكفير.