دخلت الشبيبة الاتحادية حالة من الجمود منذ الانقلاب على محمد اليازغي ككاتب أول للاتحاد الاشتراكي،وإذا كان الصراع قد انتهى بعد مرحلة الشد والجذب بانتخاب كاتب أول للحزب بطريقة مباشرة من لدن مؤتمري المحطة الثامنة بعد تنافس شرس بين كل عبد الواحد الراضي،وفتح الله ولعلو،وادريس لشكر،والحبيب المالكي فقد ظلت الشبيبة جامدة لأن الصراع بين هذه الأطراف تحول إلى حرب بالوكالة داخل قطاع الشباب خاصة بين أنصار ادريس لشكر الذي حصل مؤخرا على حقيبة العلاقات مع البرلمان ،واليازغي الذي لم يكن ليسمح لصديق الأمس وعدو اليوم بأن يبسط نفوذه على هذا القطاع الموازي. ومنذ منتصف سنة 2009 شرع أنصار اليازغي والمقربون منه داخل الشبيبة في إجراء اتصالات مع المكتب السياسي من أجل إعادة الحياة للشبيبة التي توقف بشكل نهائي عن عقد اجتماعات دورية بعد استقالة علي الغنبوري من مهمته ككاتب عام. من بين الذين تحركوا في هذا التوقيت كان هناك حسن الحسني،أحد المقربين من اليازغي تكلف بصياغة مطالب أولية شبيبية حصل على تأييد لها من لدن مجموعة من الشباب ساروا في نفس الاتجاه هم؛ كريم شفيق ومحمد القويطي وعادل الازعر،وسميرة السنوسي والبشير الغزوي.. راسلوا المكتب السياسي ونجحوا في الحصول على اجتماع مع أعضاء المكتب السياسي الذين يتكلفون ضمنيا بقضايا الشباب وهم ثريا ماجدولين وجمال اغماني،وزير التشغيل والتكوين المهني،وحميد الجماهري وحسن طارق. بعد أسبوعين من الاجتماع المذكور كان هناك اجتماع آخر مع ثوريا ماجدولين،عضوة المكتب السياسي غير أن أطراف الصراع داخل الشبيبة كانت في كل مرة اقتراحات متناقضة ويصل الأمر سواء في الاجتماع الأول أو الثاني إلى حد الشنآن غير أن ثوريا في الاجتماع الثاني وإن كانت لم تبدو حازمة في مواقفها إلا أنها نجحت في الحصول على اتفاق أولي بين الشباب من أجل عقد لقاء مع الكاتب الأول للحزب عبد الواحد الراضي يوم 7 فبراير من السنة الجارية. خرجت الأمور من يد ثريا ماجدولين،وحضر إلى الاجتماع المذكور كل من الراضي والمالكي ومحمد محب..واحتد الخلاف بين من يؤيد فكرة الهيكلة في انتظار عقد مؤتمر عام في الخريف المقبل( المقربون من اليازغي)،وبين من يدعون إلى عقد مؤتمر وإعادة انتخاب أعضاء المكتب الوطني للشبيبة من جديد وهؤلاء كانت طروحاتهم أقرب إلى ما كان يريده كل من لشكر واغماني وحسن طارق (أغلبية أعضاء المكتب السياسي).. غضب الراضي خلال هذا الاجتماع،وظهرت عليه بعض علامات الانفعال،وقال للجميع أن ينصرفوا إلى حين الاجتماع المقبل الذي سيحمل حلا لهذه المعضلة بدون شك (اجتماع الأسبوع الأخير) غير أنه في المدة الفاصلة بين الاجتماعين حصل هناك خلاف بين كل لشكر وعبد الهادي خيرات على خلفية استوزار الأول.. ألقى الخلاف بين ادريس وعبد الهادي بضلاله على التحالفات داخل الشبيبة،وبالتالي على الاقتراح فحظي مقترح إعادة الهيكلة وانتخاب كاتب عام بالأغلبية فأصبح 18 عضوا من الشباب مع هذا الطرح مقابل أربعة آخرين لكل منهم قصته الخاصة. فخالد بوبكري هو ابن أخ محمد بوبكري،عضو المكتب السياسي للاتحاد، الذي لازال متشبثا بخيار الخروج إلى المعارضة،ونوفل بلمير،المرشح في دائرة السويسي بالرباط بعد ادريس لشكر وجواد فرجي الذي كان ضمن لائحة القباج باكادير،وأخيرا كريم اشبون ابن أخ محمد اشبون الذي قاد مؤخرا انقلابا ضد الكتابة الإقليمية في تطوان،وسبق أن تخلى عنه الاتحاد الاشتراكي في الانتخاب التشريعية لكنه عاد وبحوزته مقعدا برلمانيا كسبه ك لامنتمي في آخر انتخابات تشريعية. في يوم السبت الماضي كان هناك تصويت وتراجع حسن الحسني عن نيته في التقدم للكتابة العامة لصالح علي اليازغي،وظهرت هناك مرشحة أخرى اسمها حنان رحاب بعد أن نجحت في جمع تكتل من المعارضين لأنصار اليازغي،وتقلصت حظوظ كمال الهشومي في ظل اللخبطة..تدخل الشباب من أجل إقناع أحد الطرفين بالتنازل لكن كل من علي ورحاب تشبث بموقفه. لم يكن علي اليازغي حتى يوم السبت الماضي مرشحا،ولم يكن أحد يعرف أنه سيترشح لذلك، فوجئ الجميع بإقدامه على هذه الخطوة التي كانت ستكون لها انعكاسات كبيرة على عائلة اليازغي،وبالتالي نهايتهم في الاتحاد خاصة لو فشل في مهمته. جلس كل من علي ورحاب في قاعة منفردة من أجل التوصل إلى تنازل من أحد الطرفين غير أن لا أحد منهما تنازل للآخر؛ هي تشبثت بفكرة التجديد،وعلي اليازغي اآن بقدرة أصدقائه على جمع الأغلبية،وانطلق التصويت السري المخيف بأوراق وقعها عبد الواحد الراضي بنفيه،وختم عليها تفاديا للتزوير على مرأى ومسمع من الجميع. في البداية كان اليازغي قد حصل على 5 أصوات بعد انطلاق الفرز، فيما لم تكن رحاب قد حصلت على أي صوت عندها اعتقد الجميع أنه سيفوز بالإجماع لكن سرعان ما تحركت الأصوات لمناصرة رحاب قبل أن تتوقف في حدود 9 أصوات بعد كان علي قد ضمن الفوز بعد حصوله على 11 صوتا كنتيجة غير نهائية. الاتحاديون الشباب ضربوا موعدا للمؤتمر في الخريف القادم غير أن لا شيء اليوم يدل على ذلك،ربما سيحتاج خصوم اليازغي إلى معركة أخرى من أجل المؤتمر، تقول مصادر مطلعة.