كريس باكلي ولوسي هورنبي لم تبد الصين أي مؤشر على تقديم تنازلات فيما يتعلق بالرقابة بعد أن هددت شركة جوجل العملاقة للانترنت بالانسحاب من البلاد وطلبت من الشركات اليوم الخميس التعاون مع أشكال الرقابة التي تفرضها الدولة على الانترنت. وربما تؤدي قضية جوجل الى تفاقم التوترات بين الصين والولاياتالمتحدة اللتين بينهما خلافات أصلا حول قيمة عملة اليوان ونزاعات تجارية ومفاوضات التغير المناخي. وألقت هذه القضية الضوء على عمليات القرصنة وأشكال الرقابة على الانترنت التي تقول جوجل انها أحبطت أنشطتها في الصين. كما تأتي في وقت أبدت فيه شركات أجنبية أخرى احباطا متزايدا تجاه مناخ الاستثمار في الصين حتى في الوقت الذي يتفوق فيه النمو الاقتصادي بها عن باقي دول العالم. وقالت جوجل أكبر محرك للبحث في العالم انها ربما تغلق خدمتها باللغة الصينية جوجل دوت سي.ان ومكاتبها في الصين بعد هجمات الكترونية مصدرها الصين استهدفت أيضا شركات أخرى وكذلك هجمات على معارضين باستخدام خدمة الجي ميل الذي تقدمه. وقالت الشركة التي تكافح للمنافسة مع شركة بايدو الرائدة في السوق المحلية انها ستبحث مع الحكومة الصينية سبل طرح محرك بحث دون أي وسائل رقابة أو الانسحاب. وقالت جيانج يو المتحدثة باسم الخارجية الصينية عندما طلب منها التعليق على قضية جوجل //الانترنت في الصين مفتوحة وتشجع الحكومة الصينية تطوير الانترنت.// وقالت ان //القانون الصيني يمنع اي شكل من نشاط القرصنة.// وفي بيان صدر على الانترنت حذر الوزير وانج تشين من مكتب اعلام مجلس الدولة من المواقع الفاضحة ومن الهجمات الالكترونية ومن الاحتيال عبر الانترنت ومن الشائعات قائلا ان لدى الحكومة ووسائل الاعلام على الانترنت مسؤولية تجاه تشكيل الرأي العام. وأضاف البيان أن الصين ذاتها كانت ضحية لهجمات االقراصنة وأن بكين تعارض تماما القرصنة. ولم تشر تصريحات وانج التي تمثل أول رد فعل رسمي بعد أن هددت جوجل بالانسحاب من الصين بعد هجمات الكترونية الى أن الصين -التي تضم أكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم وهو 360 مليونا- ستقدم أي تنازلات. ولم يذكر البيان جوجل بشكل مباشر. ووصفت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية تهديد جوجل بأنه //استراتيجية لممارسة الضغوط على الحكومة الصينية//. وقال خبراء في الانترنت ان أكثر من 30 شركة كانت ضحية لهجمات استخدمت عناوين بريد الكترونية مخصوصة لنقل فيروسات تستغل نقاط ضعف في برنامجي ادوبي اكروبات وأدوبي ريدر. وحث وزير التجارة الامريكي جاري لوك الصين أمس الاربعاء على ضمان بيئة تجارية //امنة// للشركات الامريكية. وقال //الهجوم الالكتروني الاخير الذي تنسبه جوجل الى الصين يثير قلق حكومة الولاياتالمتحدة والشركات الامريكية التي لها اعمال في الصين.// ومضى يقول //هذا الحادث ينبغي ان يثير بالمثل قلق الحكومة الصينية. الادارة تستحث حكومة الصين على العمل مع جوجل والشركات الامريكية الاخرى لضمان مناخ لعمليات تجارية امنة في السوق الصينية.// وتعرضت جوجل لضغوط من الحكومة الصينية في العام الماضي وأمرتها بتغيير الطريقة التي تتيح بها عمليات البحث.وهي تحجب الكثير من موضوعات البحث التي تعتبر أنها حساسة في الصين. وما زال الحجب قائما لتلك الموضوعات الى اليوم لكن أشكال الرقابة على موضوعات بحث أخرى بما في ذلك حادث تيانانمين الذي اتخذت فيه اجراءات قمعية ضد أنصار الديمقراطية في الرابع من يونيو حزيران عام 1989 أصبحت أقل حدة.