أكد حزب الاستقلال، الذي تأسس سنة 1944، أنه وفي لنمطه الذي لم يحد عنه خلال تاريخه، وأهم ما يميزه هو ابتعاده عن الرجات العنيفة حيث لم يعرف انشقاقات تذكر منذ 1959 مع ميلاد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وما زال محافظا على هذا النمط حيث تدخل قيادات جديدة وتخرج أخرى دون عمليات قيصرية، كما حافظ على موقعه خلال كل العمليات الانتخابية واحتفظ بموقع مهم داخل الحكومة بعد أن أضاف الوزارة الأولى بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2007. أما وليده الاتحاد الاشتراكي ورغم أنه يظهر بمظهر الحزب المتحرك إلا أنه في النهاية بقي وفيا لمنشئه، فبعد النقاشات الطويلة حول الخروج والبقاء في الحكومة يعود الاتحاديون إلى أصلهم الهادئ ويفوضون للمكتب السياسي الحسم في الموضوع، ففي الظاهر يبدو الاتحاد كالبركان الثائر لكن في الباطن هو حزب تسعى قيادته إلى الحفاظ على مواقعها جانب المخزن، وأصبحت تعتمل داخله نخبة من العسير إخراجها من الوزارات. وبالنسبة لحزب العدالة والتنمية فقد اهتز بشكل عنيف، حيث لم يكن أحد يتوقع نزول الطبيب الهادئ سعد الدين العثماني من الأمانة العامة لفائدة عبد الإله بنكيران، المعروف بأنه سريع التشنج وغير مرغوب فيه من العديد من مناضلي الحزب خصوصا القادمين من رابطة المستقبل الإسلامي. أما أهم حدث عرفه الحزب هو تسارع وثيرة الاستقالات والانسحابات من الحزب وطنيا وجهويا بسبب سوء تدبير مرحلة الانتخابات الجماعية. وما زال العدالة والتنمية يعيش على أنشودة أنه حزب مهدد من طرف الاستئصاليين، وأسس مركزا يحمل طابع البحث العلمي لكن منتوجه حول الحالة الدينية بالمغرب بين أنه محاولة من الحزب لتلميع صورته فقط. والرابح الأكبر في المشهد الحزبي خلال سنة 2009 هو من أسمته قيادة الاتحاد الاشتراكي بالوافد الجديد، لكن بين أنه الحزب "القوي حاليا" ويتعلق الأمر بحزب الأصالة والمعاصرة، الذي استطاع في مدة وجيزة اكتساح الساحة السياسية، سواء تعلق الأمر بالانتخابات التشريعية أو الجماعية أو المهنية، وكذلك المبادرات التي اتخذها، لكن الحزب قوي بضعف الأحزاب الأخرى التي تركت الساحة فارغة منذ ومان حتى فوجئت بالحزب الجديد يحصد النتائج تلو الأخرى.