عقد وفد من ممثلي المجتمع المدني في الاقاليم الجنوبية للمملكة, يقوم حاليا بزيارة إلى إشبيلية (جنوباسبانيا), الثلاثاء, لقاء مع مسؤولين بفريق الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الاندلسي في البرلمان الاقليمي. وتتوخى هذه الزيارة ربط اتصالات مع البرلمانيين وممثلي المجتمع المدني في منطقة الاندلس, وتصحيح بعض الافكار الخاطئة حول قضية الصحراء, وإطلاعهم على ظروف العيش في الاقاليم الجنوبية للمغرب, فضلا عن تعزيز التعاون بين الاقاليم الجنوبية للمملكة ومنطقة الاندلس الاسبانية. حضر هذا الاجتماع عن الجانب الاسباني الكاتبة العامة للفريق البرلماني الاشتراكي بالبرلمان الاندلسي أنطونيا خيسوس مورو والسكريتيرة العامة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان إيليسا روسا مالدونادو, فضلا عن بيرونيكا بيريث وأنطونيو نونييث وأنخيل غاييغو الاعضاء بالفريق الاشتراكي. وخلال هذا الاجتماع, الذي حضره أيضا الحبيب شباط تيزغة عضو البرلمان الاندلسي من أصل مغربي والسكرتير المكلف بالتعاون والاندماج بالحزب الاشتراكى العمالي الاسباني الاندلسي, استعرض الوفد المغربي التقدم الذي أحرزته الاقاليم الجنوبية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وحقوق الإنسان, داعيا البرلمانيين الاسبان إلى زيارة الاقاليم الجنوبية للمملكة للوقوف على ذلك عن كثب, والمساهمة في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذا الموضوع داخل المجتمع المدني ببلدهم. وفي هذا الصدد, دعت السيدة فالة بوصولة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في العيون المسؤولين والمجتمع المدني في إسبانيا إلى العمل على تطوير العلاقات مع الاقاليم الجنوبية للمملكة, وخاصة على المستويين الاقتصادي والثقافي. وتطرقت البرلمانية المغربية إلى مختلف الاوراش الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تم إنجازها أو تلك التي توجد قيد الانجاز في الاقاليم الجنوبية التي تنعم بجو من السلام والازدهار. وبخصوص قضية الصحراء, أكدت السيدة بوصولة أن جبهة "البوليساريو" التي تتشبث قيادتها بالسلطة بشكل غير ديموقراطي منذ سنة 1976, ليست ممثلا للساكنة الصحراوية, معربة عن أسفها لكون منظمات المجتمع المدني في إسبانيا لا تثير العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الانفصاليون وفي هذا الاطار, دعت البرلمانية المغربية المجتمع المدني الاسباني إلى عدم "اختزال الصحراويين في المحتجزين بمخيمات تندوف في الجزائر". وفي ما يتعلق بمشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي اقترحته المملكة, أكد ممثلو المجتمع المدني المغربي أن هذه المبادرة تحظى بدعم كافة مكونات المجتمع في هذه الاقاليم, كحل وحيد ونهائي للنزاع المصطنع حول الصحراء. ومن جانبها, أكدت السكرتيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان بالحزب الاشتراكي في الأندلس إليسا مالدونادو أن حزبها يرحب بهذا النوع من النقاشات والتعاون مع ممثلي المجتمع المدني بالاقاليم الجنوبية للمملكة. كما قدمت المسؤولة الحزبية لمحة عامة عن نموذج الجهوية الإسبانية, ولا سيما في ما يتعلق بسلطات ومهام البرلمان الجهوي, والعلاقة مع السلطتين المركزية والجهوية. وبهذه المناسبة, قام الوفد المغربي بزيارة لمقر البرلمان الاقليمي للأندلس قدمت له خلالها توضيحات حول تاريخ هذه المؤسسة وسير عملها. كما عقد ممثلو المجتمع المدني المغربي اجتماعا مع رئيس بلدية أومبريطي (بالقرب من إشبيلية) خواكين فرنانديث غارو الذي قدم عرضا حول اختصاصات البلدية وأساليب التسيير بها في عدة مجالات, منها الضريبية والامنية وتوزيع الماء والكهرباء والامن الحضري. ووصف فيرنانديث غارو زيارة الوفد المغربي ب`"الهامة" لكونها تتيح لممثلي المجتمع المدني المغربي الاطلاع على التجربة الاسبانية في مجال الجهوية التي تم اعتمادها منذ ثلاثة عقود والاستفادة منها, لاسيما وأن المغرب يستعد لاعتماد نظام الجهوية. ومن جانبه, أبرز الأمين العام لمنتدى الساقية الحمراء وادي الذهب من أجل الديمقراطية والتنمية السيد توفيق برديجي التشابه بين السلطات المخولة للبلديات في إسبانيا وللجماعات المحلية في المغرب التي منحت لها مؤخرا سلطات واسعة حتى تواكب التطورات والتغيرات التي يشهدها المغرب في العديد من المجالات.كما يضم الوفد المغربي خلال هذه الزيارة التي جاءت بمبادرة من الجمعية الاسبانية الصحراوية "حوار" أعضاء بعصبة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء والسعدني ماء العينين المرحلة سابقا من قبل البوليساريو إلى كوبا, وإحدى الضحايا الكثر لانتهاكات "البوليساريو".