قال الكاتب المحلي السابق لحزب البديل الحضاري بفاس انه "توصل من ديوان والي جهة فاس-بولمان عامل عمالة فاس، بدعوة لحضور حفل الإستقبال الذي تم تنظيمه بالقاعة الكبرى لعمالة فاس يوم الخميس 20 غشت 2009، تخليدا للذكرى السادسة والخمسين لثورة الملك والشعب والذكرى السادسة والأربعين لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وقد تم خلال هذا الحفل الاستماع إلى الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة إلى الأمة بهذه المناسبة. وعلى الرغم من استدعائي بصفتي رئيس المكتب المحلي لحزب البديل الحضاري بفاس، ومع أنني لم أعد أحمل هذه الصفة منذ نونبر 2007، فقد لبيت الدعوة لاعتبارين أساسيين : * الطابع الوطني للمناسبة، يفرض التعالي على الاعتبارات الثانوية وتجاوز الحسابات الشكلية ، فكل مواطن دعي لهكذا مناسبة، لا يمكنه إلا تليبة الدعوة ولو في غياب أي لون سياسي أو عنوان تنظيمي، * تلبية الدعوة رسالة الى الذين ظنوا أو ربما راهنوا على تغيير خياراتنا وقناعاتنا كشباب تربي في أحضان مدرسة البديل الحضاري، مفاد هذه الرسالة أن أبناء البديل الحضاري رغم الحظر الإداري الظالم لإطارهم واعتقال قيادتهم، لن يتخلوا عن خياراتهم الوطنية وقناعاتهم المدنية، وأن جهود الأخوين المصطفى المعتصم ومحمد الأمين الركالة في تربية وتأطير أبناء هذه المدرسة، ستظل تؤتي أكلها ولن تذهب سدى. أما الحدث الذي هيمن على الحفل وأثار اهتمامي واهتمام الحضور، بل واهتمام المتتبعين والمراقبين للشأن الوطني، فهو الخطاب الملكي الذي تركز مضمونه حول نقطة أساسية وورش كبير، هو الإصلاح الشامل والعميق للقضاء. ورغم تأكيد الخطاب الملكي على وجاهة الأهداف الإستراتيجية لهذا الإصلاح والتي يمتد إنجازها على المدى البعيد، فإنه لم يفته التأكيد في الوقت ذاته على حاجة المواطنين الملحة في أن يلمسوا عن قرب وفي الأمد المنظور الأثر الإيجابي المباشر للإصلاح، بشكل عكس وعيا واضحا بعمق اختلالات القضاء ببلادنا، واستعجالية إنجاز الإصلاح لتلبية انتظارات المواطنين في هذا الشأن، لذلك دعا جلالة الملك الحكومة وخاصة وزارة العدل للشروع في تفعيله في ست مجالات ذات أسبقية، في مقدمتها دعم ضمانات استقلالية القضاء. على أن تكريس كل الخطاب الملكي لهذا الموضوع، يدل، بلا شك، على وجود إرادة ملكية قوية لوضع حد للإختلالات البنيوية التي يعاني منها جهاز القضاء، والتي ظهرت بشكل جلي في ملف المعتقلين السياسيين الستة.وقد وجدت في الخطاب الملكي وما تضمنه من أفكار متقدمة ومشاريع طموحة، أملا في تجاوز محنة حزب البديل الحضاري وقيادته وباقي المعتقلين السياسيين، خاصة وأن منهجية معالجة القضاء لهذا الملف قد أساءت كثيرا للعهد الجديد ولسمعة بلادنا. وللتذكير فقط، لم يسبق لحزب البديل الحضاري بفاس منذ تأسيس أول مكتب له بالمدينة في يناير 2006، أن تلقى دعوة لحضور حفل من هذا النوع، وعندما استدعي هذه المرة، كان ذلك في ظل ظلم كبير طاله وقيادته، فكان عنوان الخطاب الملكي الذي تم الإستماع إليه خلال هذا الحفل، هو إصلاح القضاء وتعزيز استقلاليته لرفع الظلم. إنها مؤشرات لا يمكنها إلا أن تبعث على الأمل في تصحيح الزلة التي كانت سببا فيما لحق حزب البديل الحضاري وقيادته من ظلم وعسف".