دشن حزب الأصالة والمعاصرة معارضته للحكومة مباشرة بعد الخطاب الملكي حول قضية الصحراء موجها أصابع الاتهام إلى الديبلوماسية المغربية حيث قال حكيم بنشماس رئيس فريقه بمجلس المستشارين إنها "تشكو من أعطاب كبيرة جعلت خصوم الوحدة الترابية يصولون ويجولون ويعربدون في عواصم الدول الأجنبية"، واعتبر المتتبعون أن هذا الهجوم، الذي أعلن عنه الحزب صباح أول أمس الاثنين في ندوة صحفية بالرباط، بداية الشروع في ممارسة المعارضة التي أعلن عنها منذ شهور اثر تخليه عن مساندة حكومة عباس الفاسي واصطفافه في المعارضة. ويبدو للمهتمين أن حزب الأصالة والمعاصرة بدأ في ممارسة معارضة قوية استعدادا لتشكيل حكومة قوية سواء في التعديل الحكومي أو بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2012، وقبل مناقشة الميزانية السنوية تعاقد الأصالة والمعاصرة مع خمسين خبيرا من بينهم خبراء في الاقتصاد، حيث سيعملون على تفكيك بنود مشروع قانون المالية مما يهدد بإسقاطه في الغرفة الثانية التي يمكن القول أن الحزب يتوفر فيها على الأغلبية وإعادته لقراءة ثانية بمجلس النواب مما قد يدفع وزير الاقتصاد والمالية بإخراج الفصل 51 من الدستور الذي يخول للوزير عدم الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الفرق النيابية إذا اقتضت الظرفية ذلك. وينتظر أن يقوم الحزب بمعارضة شرسة لحكومة عباس الفاسي وجرجرة وزرائها ومساءلتهم بقوة بغرفتي البرلمان، ويظهر أن الأصالة والمعاصرة يستمد نموذجه من الغرب حيث تقوم الأحزاب بتشغيل خبراء في كافة المجالات قصد ممارسة المعارضة استعدادا للوصول إلى الحكومة.