اعتبر تقرير للمرصد الوطني للتنمية البشرية لسنة 2008, أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "ضرورية" تفرز "انتظارات قوية" لدى المغاربة. وأفاد التقرير الذي قدمه رئيس المرصد السيد رشيد بلمختار بن عبد الله في ندوة صحفية الثلاثاء بالرباط , أن 5ر92 في المائة من السكان المستجوبين صرحوا, بعد إخبارهم بمضمون المبادرة, أنها "ضرورية", في حين اعتبر 1ر64 في المائة أنها "قادرة على تحسين ظروف عيش الساكنة الفقيرة". ووصف التقرير الذي أنجز استنادا على دراسة شملت مجموع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, الحصيلة التقنية-مالية للمبادرة, ب"الإيجابية", موضحا أن الميزانيات المرصودة لها تمت حسب الجدول الزمني المسطر لها, وأنه تم تحقيق تقدم في مجال الهندسة الاجتماعية لمصالح الدولة. كما اعتبر المرصد أن المبادرة مكنت من إعادة توزيع الموارد بطريقة "إرادية" على الساكنة الفقيرة, من خلال تخصيص 5ر5 مليار درهم إلى حدود نهاية 2008 انضافت لها 8ر3 مليار درهم. وأوضح تقرير المرصد أنه تمت إعادة توزيع مبلغ يعادل 3ر0 في المائة من الناتج الوطني الإجمالي خلال السنوات الأخيرة, معتبرا هذا التحويل مناسبا جدا في حال استمرار الأزمة الحالية للتخفيف من آثارها السلبية على الساكنة. وأفادت الدراسة , أيضا , أن 3ر92 في المائة من الأشخاص المستجوبين أعربوا عن استعدادهم لمساندة مجهودات الدولة في إطار المقاربة التشاركية التي تعتمدها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ساهمت أيضا في نمو النسيج الجمعوي, من خلال 8ر25 في المائة كنسبة مساهمة في إنشاء المشاريع من إجمالي مصاريف المبادرة في الوسط القروي و7ر31 في المائة في الوسط الحضري. وبالمقابل, أشار التقرير إلى أن توزيع موارد المبادرة على الساكنة المستهدفة ليس متناسبا مقارنة بمعايير الفقر, وإلى وجود بطء ناتج عن تمركز تدبير اعتماداتها, فضلا عن ضعف مساهمة النساء والشباب في هيئات تسيير وحكامة المبادرة.ويقوم المرصد الوطني للتنمية البشرية بمهام تحليل وتقييم وقع برامج التنمية البشرية المنجزة واقتراح تدابير تساهم في إعداد وتفعيل استراتيجية وطنية للتنمية البشرية.