نظمت مجموعة "التجاري وفا بنك" خلال نهاية الأسبوع الماضي بدكار المنتدى الثالث حول "تحديات السوق" (ماركيت شلانج) المخصص للتعاون جنوب-جنوب بين الشركاء الاقتصاديين للقارة الإفريقية. ويهدف "ماركيت شلانج", الذي تشرف على تنظيمه فرق "كابيتال ماركيت" التابعة للبنك, من الجانب البيداغوجي تلقين المشاركين (زبناء ومجموعات الشراء) في مهنة التجارة المعارف المتصلة بمختلف الميادين الاقتصادية, خاصة العوامل المؤثرة على الأسواق المالية الدولية. ودعا الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك السيد محمد الكتاني, في معرض تدخله خلال افتتاح هذه التظاهرة, إلى تطوير التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين للبلدان الإفريقية, مبرزا المؤهلات التنموية لأسواق القارة السمراء. وقال في هذا الصدد "أعتقد أن الأزمة تمثل فرصة بالنسبة لنا. إنها تحمل مخاطر, غير أنها تعد فرصة سانحة لنا نحن الأفارقة لإرساء وتقوية التعاون جنوب-جنوب". وأشار إلى أن "هذا التعاون تنشده السياسات, غير أنه يبقى خطابا فارغا في غياب مبادرات ملموسة", معتبرا أن "تحديات السوق" تعد بمثابة آلية لتسهيل الوصول بشكل متناغم إلى هذا الهدف, على اعتبار أنه يعمل على إرساء الثقة والمصداقية والمواكبة في ما يتعلق بالتمويل والدعم. واستعرض السيد الكتاني, بهذه المناسبة, التوجهات الجديدة للاقتصاد الدولي عقب الأزمة القوية التي عصفت بموازين النظام المالي والاقتصادي على الصعيد العالمي, موضحا أنها توجهات تعيد النظر في مسألة الموقع المهيمن للدولار, في ظل بروز أقطاب اقتصادية ومرجعيات جديدة. وسجل السيد الكتاني, في هذا الصدد, أن حصة الدولار ضمن مخزونات الصرف العالمي انتقلت منذ 2001 من 5 ر71 إلى 64 في المائة لفائدة الأورو ; حيث قفزت حصته من 2 ر19 إلى 5 ر26 في المائة, في مقابل تدهور حصة الدولار لدى مخزونات البلدان الصاعدة ; متراجعة خلال 14 سنة بنسبة 14 في المائة (منتقلة من 43 إلى 29 في المائة ومن جهته, أشار المدير العام ل"المؤسسة البنكية لإفريقيا الغربية (سيباو) -مجموعة التجاري وفا بنك" إلى أن منتدى "تحديات السوق" (ماركيت شلانج) يتيح فرصة لإجراء الاتصالات والتبادل بين الفاعلين الأفارقة حول المواضيع ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية لمجموع القارة. وأوضح أن هاته التظاهرة, المنظمة بدكار, والتي تعد الإطار الأساسي للولوج إلى اقتصاديات الاتحاد النقدي لدول غرب إفريقيا, تمنح أرضية طالما تم انتظارها لبحث تنوع الآليات النقدية والتمويلية في أفق خلق سوق للرساميل النشيطة. وإلى جانب جلسات تلقين آليات التجارة, قام فريق "كابيتال ماركيت" بتنشيط سلسلة من الندوات تمحورت حول مواضيع مختلفة لها ارتباط بسوق المبادلات والمواد الأولية, الأمر الذي أعطى لمسؤولي المؤسسات المشاركة الفرصة لاكتشاف مختلف المنتوجات واستعمالاتها في إطار تدبير الخزينة. كما تم بهذه المناسبة عرض آفاق تطور صرف العملات الرئيسية والمواد الأولية على المديين المتوسط والبعيد, بناء على تحليل يجمع بين الجوانب الأساسية والتقنية. وحسب المنظمين, فإن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في منح زبناء المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء وضوحا في الرؤية بخصوص سلوك الأسواق ; لتمكينهم من التكيف مع المتغيرات المرتبطة بظرفيات الاقتصاد العالمي, وتكوين القرارات الخاصة بالشراء والبيع والتمويل. وقد تميزت الدورة الثالثة لمنتدى "تحديات السوق" بمشاركة فرق من "سيباو" السنغال, وبنك "بي إي إم" بمالي و"التجاري بنك تونس" و"التجاري وفا بنك المغرب". ويعد بنك "سيباو-مجموعة التجاري وفا بنك", الذي تم إنشاؤه في سنة 2008 إثر اندماج بين البنك السنغالي "الشركة البنكية لإفريقيا الغربية" (سيباو) والفرع المغربي "التجاري بنك السنغال", أول مجموعة بنكية في السنغال. وقد تمكنت "سيباو", في متم سنة 2008, من تحقيق 3ر26 في المائة من حصة السوق المتعلقة بجمع الموارد و2ر22 في المائة بالنسبة لمناصب الشغل و9ر29 في المائة من الوفاء بالالتزامات المعتمدة بواسطة التوقيع.وسجل المنتوج البنكي الصافي للمجموعة في النصف الأول من سنة 2009 ارتفاعا بنسبة 1ر13 في المائة, في مقابل ارتفاع الناتج الصافي بنسبة 7ر10 بالمائة.