في فصل جديد من فصول المواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية من جهة وبين الأحزاب والحركات المدنية من جهة خرى٬ أطلقت هذه الاخيرة ما اعتبرته " الشرارة الأولى للموجة الثورية الجديدة " والتي تهدف إلى إسقاط الرئيس محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان المسلمين وذلك بالعودة إلى ميدان التحرير والمشاركة في مسيرات العدالة الاجتماعية في المناطق الشعبية بدءا من يوم غد الجمعة. وأوضح بيان مشترك لهذه الحركات أن هذه الاحتجاجات ستنظم تحت شعار "العدالة الاجتماعية" وستنطلق من عدد من الاحياء الهامشية تضامنا مع المواطنين القاطنين بها ولخص مطالب المظاهرات في إسقاط النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الأجور ورفض الغلاء. وتابع البيان انه "بعد مرور أكثر من سنتين على ثورة 25 يناير التي قامت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لم يتحقق شىء من هذه المطالب" داعيا للنزول بكثافة الى ميدان التحرير وباقي الميادين للضغط من أجل تحقيق مطالب الثورة والقصاص للشهداء . وقال المتحدث باسم تكتل القوى المعارضة طارق الخولي إن تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة سيكون المطلب الرئيسي خلال هذه المظاهرات علاوة على رفض أخونة مؤسسات الدولة . وخلص إلى أن يوم 17 ماي "سيكون بداية الحرب على حالة الإحباط واليأس التى أصابت قطاعات واسعة من هذا الشعب وفرصة لتصحيح مسار الثورة التي ناضل من اجلها المصريون". وقد تزامنت الدعوة للتظاهر مع إطلاق حركة "كفاية" لمبادرة اطلقت عليها اسم "تمرد" وتستهدف جمع 15 مليون توقيع من اجل سحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية سابقة لأوانها وهي المبادرة التي حظيت بدعم كبير من لدن الاحزاب والحركات السياسية بما فيها حركات محسوبة على التيار الإسلامي. وفي ردها على هذه الدعوات استنكرت جماعة "الإخوان المسلمين" المظاهرات التي دعت إليها القوى المدنية للمطالبة بتغيير النظام واعتبرت مثل هذه الدعوات تعكس إفلاسا وابتزازا سياسيين وتفتقر إلى الديمقراطية. ودعا صبحي صالح القيادي بالجماعة القوى المعارضة للجوء إلى صناديق الانتخابات بدلا من التظاهر والخروج على الشرعية مبرزا أن المظاهرات التى دعت إليها المعارضة تحت مسمى تصحيح المسار "ستفشل فشلا ذريعا كما فشلت المظاهرات السابقة أمام قصر الاتحادية الرئاسي". وحذر القيادي الإخواني هذه الحركات من اللجوء إلى العنف لزيادة الاضطراب بالشارع المصري وقال إن غالبية الشعب المصري يرفض مثل هذه الحركات والمظاهرات التى لا تعترف بالديمقراطية٬ ولا تحترم إرادة الشعب. من جانبه أكد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ياسر محرز أن الجماعة لن تنزل مجددا للشارع في أية مظاهرت "حقنا للدماء وإعلاء لمصلحة الوطن وحفاظا على المنشآت العامة والخاصة ونبذا للعنف". وانتقد المتحدث الاحزاب والحركات المدنية التي تتهرب برأيه من الحوار الجاد وتفتقر لطرح بديل وبرنامج واضح وترفض المساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة. وشن قادة الأحزاب والتيارات الإسلامية هجوما حادا على فكرة التمرد التي أطلقتها حركة "كفاية" وكذا على تجاوب معها من الأحزاب والحركات الثورية واعتبروها "تنم عن أفعال صبيانية وآراء فوضوية من شأنها أن تفتح باب الفتنة في المجتمع وعدم الاستقرار والدخول في مرحلة الفوضى".ودعوا للالتزام بآليات الديمقراطية والاحتكام الى صندوق الاقتراع باعتباره الوسيلة الوحيدة في اختيار الرئيس أو إزاحته.