جرت بعد عصر اليوم الأربعاء بالبير الجديد (إقليمالجديدة)٬ مراسيم تشييع جثمان الفنان المغربي محمد بنبراهيم ٬ الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صباح اليوم ? عن سن يناهز 64 عاما٬ بعد معاناة طويلة مع المرض. وبعد أداء صلاتي العصر والجنازة، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في موكب حضره عديد من الفنانين وأصدقاء الفقيد وأقربائه إلى مقبرة سيدي مخلوف بالبير الجديد بإقليمالجديدة. واشتهر بنبراهيم، الذي رأى النور عام 1949 ٬ بأدوار الرجل البدوي ? بتلقائيته الطبيعية ? وتقاسيم وجهه المحببة ? إلا أنه استطاع في مراحل متقدمة من مساره الحافل الخروج من جلباب هذا التصنيف وتمرد على النمطية ليحلق في فضاءات تشخيصية أرحب ? عبر تقديم أدوار متنوعة ? جلها كوميدي ? لكن بأسلوب أكثر احترافية وذكاء. وتوج الفقيد هذه الانعطافة الفنية بفوزه بجائزة أحسن دور ثانوي ? في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عن فيلم "كازانيغرا" للمخرج نور الدين الخماري ? من خلال دور فاجأ به الجميع ? يجمع بين الدراما والفكاهة. وفي فبراير من السنة الجارية ? كما لو أن الحقل السينمائي والفني أبى إلا أن يختم على مسار الراحل بطابع الوفاء والاعتراف بموهبة فطرية نادرة أضفت البهجة إلى أعمال فنية عديدة وزرعت بسمة صافية في وجوه أجيال من المشاهدين المغاربة ? فجاء تكريم بنبراهيم عنوانا للدورة ال14 من المهرجان الوطني للسينما ? إلى جانب عائشة ماه ماه وعبد الله العمراني. وشارك الفنان الكوميدي في أعمال سينمائية متميزة منها عدد من الافلام الطويلة من قبيل "بيضاوة" للمخرج عبد القادر لقطع٬ و"فيها الملح والسكر أو مابغاتش تموت - الجزء الاول" لحكيم النوري٬ و"قصة وردة" لعبد المجيد ارشيش٬ و"نظرة" لنور الدين الخماري٬ و"الطريق الى كابول" لابراهيم شكيري.