أقل ما يمكن أن يوصف به علي أنوزلا في هذه اللحظات هو أنه أصيب ب"الجعرة" بعد أن خيبت أمريكا ظنه وسحبت مسودة قرار حول توسيع مهام المينورسو يخدم أهداف البوليساريو والجزائر. وكان أنوزلا ينتظر هذه اللحظة التاريخية التي هرم من أجلها بفارغ الصبر، لكن وكما يقال "عاد وبال البغي على صاحبه"، فلا هو استطاع إقناع مشغليه بضرورة العمل الدنيء الذي يؤدي ولا هو بقي وفيا لوطنه حتى لو اختلف مع القيادة السياسية. لم يعد علي أنوزلا يبحث بعيدا قصد تبرير عمله، بل يستغل أي حادث ليحوله إلى حادث سياسي، وأن الصحراويين مستهدفين لمجرد أنهم صحراويين، وآخر إبداعاته هو استغلال ما حدث مساء الجمعة أثناء تفريق تظاهرة غير مرخصة كانت تعرقل الشارع والسير العام، حيث عمد إلى صورة امرأة أصيبت بعد أن أغلقت إحدى صديقاتها الباب على أصابعها فأصيبت في الأصابع الوسطى، ولأن الكذاب يترك أثرا لكذبه فإن قوات الأمن التي كانت تمارس القمع بشكل عشوائي اختارت أصابع معينة لتضربها. على من تكذب يا أنوزلا؟ فأنوزلا ومن فرط حبه للبوليساريو يصور كل حادث على أنه اعتداء على مواطنين يعبرون عن رأيهم. فلو اعتدت سيدة على أخرى في حمام بحي معطى الله بالعيون فوراءه النظام المغربي، ولو تم ضبط لص وتقديمه للمحاكمة فالقضية في نظر الخادم المطيع مجرد مؤامرة. ولو تم ضبط أشخاص في إحدى دور الدعارة فالأمر استهداف لنشطاء سياسيين. والعالم يعرف أن هناك أشخاص موالون للبوليساريو ولا يعترض سبيلهم أحد مما يبين أن كل ادعاءات أنوزلا هي محض افتراء إن لم نقل إنه ثمن الخدمة. والتعليقات المصاحبة لمقال علي أنوزلا تبين إلى أي حد أصبح الرجل مستهترا بكل القيم الوطنية التي لم تعد قضية خلاف واختلاف مع الدولة ولكن أصبحت قضية خيانة للوطن. فهل هناك خيانة أكبر من أن تصف العيون بأنها محتلة؟ وهل الموضوعية هي تمجيد أعلام الانفصاليين؟ لماذا لا ينتقد أنوزلا قيادة الجبهة؟ طبعا لا يوجد من ينتقد سيده.