تبدأ فنزويلا فصلا جديدا في تاريخها تحت قيادة نيكولاس مادورو، سائق الحافلة السابق، الذي تدرج في العمل السياسي حتى صار رئيسا للبلاد، خلفا لرفيقه هوجو شافيز. وحصل مادورو على سبعة ملايين و505 آلاف و338 صوتا، ما يعادل 50.66% من الأصوات بزيادة 234 ألف و935 صوتا عن مرشح المعارضة إنريكي كابريليس الذي حصد سبعة ملايين و270 ألف و403 أصوات ما يعادل 49.07% من الأصوات. ويتولى مادورو رئاسة فنزويلا حتى عام 2019 خلفا لهوجو شافيز الذي توفي في الخامس من مارس/آذار الماضي بعد صراع طويل مع مرض السرطان. ولد كابريليس في كاراكاس وأتم دراسته الثانوية فيها، ولم يكمل تعليمه الجامعي. بدأ مسيرته السياسية عندما كان يعمل سائق حافلة حين بدأ العمل النقابي غير الرسمي في مترو كاراكاس في مطلع ثمانينيات القرن الماضي. يصفه البعض بالراديكالي ولكن الجميع يتفق على ولائه لمشروع شافيز الذي حكم فنزويلا منذ 1999. ويبدو أن شافيز كان يدرك ذلك جيدا عندما اختاره ليخلفه بعد وفاته. تصدر مادورو الذي كان يشغل نائب شافيز في ذلك الحين المشهد يوم إعلان وفاة "القائد" برفقة بعض المسئولين في الحكومة والقوات المسلحة. وأدار صاحب الخمسين عاما حملة انتخابية تمحورت حول رمز الرئيس الراحل، حتى أنه كان يطلق على نفسه في بعض الأحيان أنه "ابن" المشروع "الشافيزي". ويؤكد المقربون من مادورو حبه للعمل الجماعي، وتمتعه بقدرات كبيرة على التفاوض اكتسبها خلال عمله النقابي. تعود علاقة مادورو بشافيز إلى الفترة التي كان فيها الرئيس الراحل يمضي عقوبة السجن لمدة عامين بعد محاولة الانقلاب التي قام بها الأخير في 1992. وفي هذه الأثناء تعرف مادورو على زوجته، المحامية والنائبة العامة في فنزويلا سيليا فلوريس، والتي تكبره بتسع سنوات، حيث كانت إحدى محاميات شافيز. وساهم مادورو في تأسيس حركة الجمهورية الخامسة، والتي ترشح عنها في الانتخابات البرلمانية ليحصل على مقعد في المجلس التشريعي في 2000، بعد عام واحد من مشاركته في الجمعية التأسيسية التي أعدت الدستور الجديد. وفي يناير/كانون ثان 2006، تم اختياره رئيسا للبرلمان، وهو المنصب الذي شغله خلال سبعة أشهر، حتى عين وزيرا للخارجية في أغسطس/آب من العام ذاته، قبل أن يصبح نائبا للرئيس في أكتوبر/تشرين ثان الماضي. ويتهمه معارضوه بتدمير الخارجية بعد أن طرد الدبلوماسيين الأكاديميين وعين أشخاصا رافقوه خلال حياته العملية. وهناك من يتذكر الزيارة التي قام بها إلى الزعيم الروحي الهندي ساي بابا في 2005، الأمر الذي يراه البعض دليلا على تقاليده الدينية الغريبة.(إفي)