برزت في الفترة الاخيرة في مصر مجموعة تطلق على نفسها اسم "بلاك بلوك" (الكتلة السوداء) وضعتها السلطات نصب اعينها فيما لا تتوفر معلومات عن عددها افرادها ومدى تاثيرها وبنيتها. وبدأ يبرز منذ اسبوع في القاهرة وغيرها من المحافظات عدد من المتظاهرين يضعون احيانا اقنعة تخفي وجههم او يرتدون الاسود بالكامل يؤكدون انهم ينتمون الى "بلاك بلوك". ورفع هؤلاء المتظاهرون شعار "اذا انعدم العدل فانتظر الفوضى". وتؤكد هذه المجموعة في تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب معارضتها للحكم الاسلامي مؤكدة انها تريد "مواجهة نظام الطاغية الفاشية" (حركة الاخوان المسلمين) التي ينتمي اليها الرئيس المصري محمد مرسي. واعلن مكتب النائب العام طلعت ابراهيم عبد الله الخميس عن توقيف 18 عضوا مفترضا في المجموعة بتهمة "ارتكاب اعمال تخريب في البلاد". وامر عبد الله الثلاثاء بتوقيف اي شخص يشتبه في انتمائه الى المجموعة. كما طلب فتح تحقيق في شكوى تتهمها باحراق مقار للاخوان المسلمين وبالارتباط بشخصيات سياسية واعلامية. وصرح المحامي عبد الوكيل الذي رفع الشكوى لفرانس برس ان "البلاك بلوك مجموعة منظمة, (اعضاؤها) مثيرو شغب". وشهد مراسل فرانس برس الاربعاء توقيف عدد من الشبان يضعون اقنعة سوداء امام مبنى النيابة العامة في القاهرة غداة اعلان ناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي انهم سيتجمعون هناك تحديا لقراره الصادر الثلاثاء. وقام الامن المنتشر بكثافة ولا سيما عناصر شرطة بلباس مدني بتوقيف شاب يرتدي قميصا اسود وساقوه الى سيارة للشرطة. بعد ساعة اوقف شرطيون اربعة اشخاص اخرين على الاقل واقتادوهم الى داخل المبنى. ولم توفر الشرطة اي تفاصيل حول التوقيفات او المجموعة التي بلغ عدد المؤيدين على صفحتها على فيسبوك الخميس اكثر من 35 الف شخص. وتبدو مجموعة بلاك بلوك مستوحاة من بعض المجموعات المتشددة المناهضة للعولمة الموجودة في اوروبا منذ الثمانينيات. ويعرف ناشطو المجموعة على صفحتها على فيسبوك عن انفسهم بالقول "نحن نسل من دماء الشهداء" الذين سقطوا في ثورة 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ويؤكدون انها "التطور الطبيعي لغياب القصاص". كما اكدوا ان "الثورات لا تصنع من ماء الورود, الثورات تصنع من الدماء" و"نحن شهداء, فقط لم نصبح كذلك بعد". غير ان البعض يشكك في وجود مجموعة كهذه. وعلق الشاب هيثم نور البالغ 25 عاما الذي حضر الاربعاء امام مقر النيابة العامة مؤكدا انه "ناشط سياسي" ان البلاك بلوك "غير موجودة". لكنه اكد لفرانس برس "وجود كتائب سوداء في البلاد, وهي ميليشيات الاخوان المسلمين والسلفيين المسلحين". على الانترنت برزت كذلك مجموعة اخرى باسم "الكتلة البيضاء" (وايت بلوك) وقدمت نفسها على انها منبثقة من الاخوان المسلمين والسلفيين, الذين نفوا تكرارا تشكيلها ولم تظهر ميدانيا في اي مكان. وبرزت بلاك بلوك في اعقاب التظاهرات التي بدأت الخميس الفائت في مصر في الذكرى الثانية لانطلاقة ثورة 2011 واسفرت عن مقتل 56 شخصا على الاقل ومئات الجرحى. ودعت المعارضة الى تظاهرات اضافية الجمعة ضد السلطة لم تعلن الكتلة السوداء ان كانت ستشارك فيها.الطيب محجوب