صحيفة الشرق القطريه الأربعاء 18 ربيع أول 1434 - 30 يناير 2013 أسئلة الميليشيات – فهمي هويدي أمس الأول (الأحد 28/1) نشرت صحيفتا «الشروق» و«المصري اليوم» خبرا خلاصته أنه تم إلقاء القبض في ميدان التحرير على عامل زراعي عمره 30 عاما (مقيم بمحافظة الشرقية) اسمه محمد. ف وبحوزته طبنجة صوت و50 طلقة ومبلغ مالي 400 جنيه. وأثناء استجوابه اعترف بانضمامه حديثا إلى حركة «بلاك بلوك» (الكتلة السوداء) وأنه حصل على السلاح من شخص يدعى عبده، وكان في طريقه لتسليمه إلى شخص آخر يدعى مكي مقابل 2500 جنيه للطبنجة و400 جنيه للطلقات. كما اعترف بشرائه طلقات خرطوش من ذات الشخص أكثر من مرة وبيعها إلى المعتصمين والثوار بميدان التحرير. ومما ذكره أثناء الاستجواب أن انضمامه إلى الحركة المذكورة تم بواسطة شخصين أحدهما باسم أ.ج مقيم بشارع فيصل بالجيزة. وم.ب من حركة 6 أبريل. في اليوم نفسه، نشرت صحيفة «الوطن» أن حركة بلاك بلوك ذكرت في بيان نشرته على صفحتها على موقع «فيس بوك» أن أعضاءها تلقوا تدريبات ميدانية للمشاركة في كافة الفعاليات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين. وأن عددهم يربو على عشرة آلاف على مستوى الجمهورية، وهدفهم الأساسي هو مهاجمة مقار الإخوان. كانت صحيفة «الوطن» قد نشرت صفحة كاملة عن المجموعة الجديدة في عدد الأحد 27 يناير، ذكرت في تقديمها أن ال«بلاك بلوك» نتاج طبيعي لاستبداد نظام الإخوان.. وتضمنت الصفحة حوارا مع أحد مؤسسي الحركة (طالب بكلية الإعلام من أبناء المحلة الكبرى اسمه شريف الصرفي) نقل عنه قوله إن: دم الشهيد هو الهدف الأول والأخير.. وأن الحكومة لن تنعم بالنوم إن لم نجد القصاص يطبق على الأرض. وإذا لم يتحقق ذلك «فالقادم أسوأ». يوم الثلاثاء 29/1 أبرزت صحيفة المصري اليوم على رأس صفحتها الثالثة تقريرا عن اجتماع لبعض عناصر المجموعة بالقاهرة من عناوينه: ثورتنا ضد الإخوان و.. تشكيل مجموعات منظمة لأداء عمليات محددة ضد النظام وليس ضد مؤسسات الدولة. وفي التقرير قال أحدهم إن العنف المستخدم ضد النظام له ما يبرره، وقال آخر إنهم يوم الخميس الماضي نفذوا مهام محددة «كان من بينها تحطيم محلين تجاريين لشركة مؤمن (لبيع الأطعمة والسندوتشات) في منطقة باب اللوق، ومتجر «التوحيد والنور» للاحتياجات المنزلية في شارع نوبار. وعلق على ذلك قائلا : إن هدفنا يقتصر على إسقاط نظام الإخوان بمقاره وشركاته ومحلاته وحماية المتظاهرين فقط. أما صحيفة «الوطن» التي صدرت في اليوم ذاته فقد أبرزت على الصفحة الثالثة تقريرا إخباريا تحت عنوانين هما: بلاك بلوك تتحدى مرسي: فقدت شرعيتك وانتظر ردنا بلاك ماسك (القناع الأسود) سنصفي جسديا من يقترب من الإعلاميين والإنقاذ. وفي التقرير أن المجموعتين أصدرتا بيانا قالتا فيه إن تهديداتك وصلت إلينا، وانتظروا ردنا. وقالت الكتلة السوداء إنها حددت قائمة بمنشآت الإخوان المستهدفة تضمنت ما يقرب من 45 مؤسسة وشركة إضافة إلى مقرات حزب الحرية والعدالة. وهددت حركة القناع الأسود بأنها ستلجأ إلى «التصفية الجسدية» لكل قيادات «المتأسلمين»، إذا جرى المساس بأي شخصية من قيادات جبهة الإنقاذ أو الأقباط أو الإعلاميين. على صفحة داخلية أفردتها الوطن لمجموعة بلاك بلوك في الإسكندرية، قالت إنهم يعتبرون أنفسهم «درع الثورة وحماتها». وأجرت حوارا مع من اعتبرته قائد المجموعة بالمحافظة قال فيه صراحة: هدفنا إسقاط نظام الإخوان، وفهمنا أن المجموعة لها ثلاثة أذرع، مسؤول الذراع الأولى قال ما نصه: عرض علينا أكثر من مرة من قبل بعض رجال الأعمال تسليحنا ومدنا بأي شيء نريده ولكننا رفضنا هذه الفكرة تماما. قد يرى البعض أن من الكلام السابق ذكره ما لا يستحق أن يؤخذ على محمل الجد. وهو ما لا أستبعده، لكنني أزعم أنه لا ينبغي أيضا تجاهله. أن تستوقفنا فيه ثلاثة أمور الأول خطورة بعض المعلومات المعلنة التي تحدثت عن هدف التخريب أو الذين يتولون تجنيد الأعضاء أو الدور الذي يؤديه بعض رجال الأعمال في المشهد.. الثاني وقوف الأجهزة الأمنية موقف المتفرج من الممارسات المعترف بها، أما الثالث فهو الحفاوة الإعلامية الشديدة بها، وكذلك ترحيب المعارضة بظهور المجموعة وسكوتها على ممارساتها وخطابها. وحتى إذا كانت المسألة كلها مجرد فرقعة في الهواء، فإن تلك الحفاوة وذلك الترحيب من دلائل التردي الذي وصلت إليه الخصومة السياسية، الذي أصبح البعض في ظلها مستعدا لإحراق البلد لمجرد الخلاص من الإخوان. للأمن دور ينبغي أن يؤديه في هذا الصدد ولابد أن ندهش إذا ما تقاعس عنه. لكني أدعو مجلس الشورى إلى تقصي الحقيقة في ظاهرة العنف وإرهاصات الفاشية التي تلوح في الأفق. إذ من الأمور العبثية أن يستمر الحديث عن ميليشيات للإخوان وأخرى لمن يسمون أنفسهم حازمون وثالثة باسم الحرس الثوري المصري وأخيرا عن الكتلة أو القناع الأسود. ثم نظل نحن تائهين وغير فاهمين لحدود الجد والهزل فيه، ولا يبقى بين أيدينا غير منابر الإعلام غير البريء الذي نسي المهنة وأصبح طرفا في الخصومة والكيد والتدليس.