دشن أحمد الزايدي٬ المرشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية٬ سباق الدفاع عن حظوظه في الظفر بهذا الموقع بإصدار برنامج قدم فيه تشخيصا شاملا كان عنوانه الأبرز إعادة بناء حزب يعيش "لحظات وهن جد مقلقة". ويقدم الزايدي٬ من خلال هذه الأرضية البرنامج، التي تحمل عنوان "مبادرة من أجل إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"٬ صورة لحزب يعيش أزمة عميقة اعتبرها "الأخطر في تاريخه" والتي تتمثل في "فقدان الثقة من أجهزة الحزب والشلل الذي يعتري المبادرات السياسية من كل نوع٬ وبالخصوص كل إرادة في إطلاق الحوار أو التفكير بشأن التطور السياسي والتنظيمي للحزب". وعدد الزايدي تجليات الأزمة التي يعيشها "حزب الوردة" في عدم "القدرة على استقطاب طاقات جديدة إلى الحزب٬ وبالخصوص الشباب والنساء٬ وأيضا العجز عن بلورة تفكير جماعي حقيقي حول القضايا الأساسية ذات الصلة بمواطنينا وبمستقبل بلدنا". وتتمثل أسباب الوهن٬ برأيه٬ في العجز المتواصل عن إنتاج القيم الفكرية والأخلاقية٬ وظهور مواقف وسلوكيات "تنخر المجتمع وتخترق الحزب"٬ وإهمال خدمة الصالح العام٬ و"تزايد الوصولية داخل أجهزة الحزب٬ واستشراء الثقافة المحافظة في الممارسات الحزبية"٬ فضلا عن "أزمة القيادة التاريخية٬ وغياب قيادة من جيل جديد٬ تشتغل حول مشروع حاشد للتحديث والتحول الديمقراطي٬ في السياق الإقليمي والدولي الجديد". واعتبر الزايدي أن المؤتمر الوطني التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية٬ الذي سينعقد من 14 إلى 16 دجنبر المقبل٬ يشكل فرصة تاريخية لإعادة بناء الحزب٬ في إطار من التفاعل مع المكتسبات الديمقراطية المحققة وطنيا٬ والحراك الديمقراطي الشعبي في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ومن مداخل الإصلاح التي يراها ذات المرشح لخلافة عبد الواحد الراضي تتواجد ضرورة أن يتبنى الاتحاديون مشروعا متجددا ومجددا يستند إلى الثوابت الوطنية والحزبية٬ وإلى قيم التحديث والديمقراطية والتقدم والعدالة والإنصاف٬ ويطبعه الوضوح الإديولوجي وعلى مستوى الاختيارات٬ وإنجاح مصالحة حقيقية مع المجتمع. كما يرى الزايدي أن المؤتمر التاسع "يجب أن يكون لحظة ملائمة للتقارب بين جميع القوى التقدمية"٬ مبرزا أنه "لتجاوز الغموض في التحالفات السياسية٬ فإن تحالفات الاتحاد الاشتراكي يجب أن يحكمها الانفتاح الواسع على العائلة الاتحادية٬ والعمل على بناء وحدة العائلة اليسارية". وأضاف أن مرتكزات مشروع إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي "تتمثل في إظهار قدرة الحزب على تقديم البديل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في تسيير الشأن العام بهدف تحسين المعيش اليومي للمواطنين". "تجربة الحزب٬ سواء في الحكومة أو في المعارضة٬ تتطلب اقتراح مشروع مجتمعي تكون في إطاره فعالية الإصلاح الدستوري جوهر نجاح إصلاح الدولة" يورد الزايدي قبل أن يقدم "عناصر مواكبة تساعد على إنجاح إعادة بناء الهيئات التنظيمية المحلية والجهوية للحزب"، معتبرا أنها تتجلي في "إقامة أجهزة قوية تتسم بالوضوح في تحمل المسؤولية٬ وقادرة على اتخاذ القرار عبر تجديد النخب٬ وتوفير المناخ لبروز الكفاءات المشبعة بثقافة العمل الجماعي٬ والتي تنبذ كل سلوك يروم التموقع الفردي٬ وإقامة ديمقراطية داخلية حقيقية٬ وتقوية الشفافية وإقرار مبدأ المسؤولية والمحاسبة".