اختارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الانحياز لأعداء الوطن ونقل وجهات نظرهم وتبنيها، ولم تعد البوليساريو في حاجة إلى من يدافع عنها لأن وسط جمعية مغربية يوجد بقايا منظمة إلى الأمام، التنظيم المغربي الوحيد الذي كان يدافع عن الانفصاليين وأطروحات المرتزقة وكان يهنئهم بمناسبة تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الافتراضية، غير أن خطورة الدعم الذي تقدمه الجمعية للبوليساريو هو تغليفه بالدفاع عن حقوق الإنسان، بل إن الجمعية ظلت محضنا تاريخيا لما يسمى انفصاليو الداخل الذين ظلوا يشكلون فروعها بمدننا الصحراوية. ومن المستغرب أن تحمل الجمعية إضافة المغربية، ناسية أن المغاربة قدموا الغالي والنفيس من أجل الصحراء، وأن المغاربة أدوا ضريبة تسمى ضريبة الصحراء من أجل بقائها في حضن الوطن، وأدى المغاربة الثمن دما وشهداء من عساكر وغيرها. وفي رمشة عين هيأت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تقريرا عن مزاعم الأحداث التي وقعت في العيون خلال زيارة مبعوث بان كيمون إلى الصحراء، وهذا خرق سافر للمعايير الدولية التي تفرض شرطا زمنيا على التحقيق وتفرض الاستماع إلى كل أطراف القضية، وإمعانا في خرق المعايير الدولية، التي تتباكى عليها يوميا، أقحمت نفسها طرفا في القضية وعبرت عن وجهة نظر شرذمة من انفصاليي الداخل إذ يقول تقريرها إن "مجموعة كبيرة من عناصر الأمن بزي رسمي ومدني يحملون الحجارة والعصي انهالوا علينا بوابل من الحجارة"، ومن المعيب أن يتم إقحام النفس في تقرير مفروض فيه الحياد وكان يمكن أن تصدر الجمعية بيانا منفصلا تتحدث فيه عن هذه الادعاءات التي تمس مناضليها. وأكد التقرير اندلاع مظاهرات عمت أغلب أحياء المدينة رفع خلالها المتظاهرون أعلام جبهة البوليساريو ورددوا خلالها شعارات مطالبة بتقرير المصير. وأضاف التقرير أن أغلب الأحياء التي شهدت المظاهرات لم تسلم من تدخلات أمنية عنيفة نتج عنها إصابات بليغة في صفوف المواطنين (وقف فرع الجمعية على بعضها أثناء رصده للوقائع ميدانيا)، وقد كانت القوات العمومية الكثيفة (شرطة –قوات مساعدة – جيش) التي انتشرت بأغلب أحياء المدينة منذ بعد ظهر يوم الخميس فاتح نوفمبر مزودة بالعصي والهراوات وبعضها كان يحمل الحجارة كما تمت معاينة رجال شرطة بسكاكين وسيوف استخدم بعضها في الهجوم على المواطنين. كل عضو من أعضاء الجمعية خرج هو ورفاقه في حي من الأحياء أو تبادلوا أطراف الحديث بمحاذاة مقهى من المقاهي تم تضمين كلامه في هذا التقرير، وإلا فإن المراقبين لم يشاهدوا أكثر بضعة أشخاص رفقة أمينتو حيدر التي أصبحت تبحث عن الدعاية الإعلامية بعد أن رمتها قيادة البوليساريو بعد استغلالها في قضية جواز السفر. إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي يسيطر عليها بقايا منظمة إلى الأمام، تجمع إلى جانب الموقف التاريخي للمنظمة المذكورة الداعم للانفصال في زمن الوحدة المواقف الانتهازية لبعض عناصرها ممن يشتغلون وفق أجندات مضبوطة على مقياس الدعم الدولي. ويذكر أن ولاية العيون٬ أكدت ردا على افتراءات امينتو حيدر التي زعمت فيها أن قوات الأمن توجهت إلى منزلها بالعيون وأنها تعرضت للضرب من طرف هذه القوات كما تعرضت سيارتها لبعض الأضرار٬ أن المذكورة أشعلت٬ بعد ظهر الخميس الماضي، النار في إحدى العجلات المطاطية قبل الإقدام على طرق أبواب الجيران وتحريض الأطفال والشباب وحثهم على الخروج إلى الشارع للتظاهر بمناسبة زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء كريستوفر روس. وأضافت أن أمينتو حيدر انتقلت بعد ذلك إلى العديد من أحياء المدينة حيث أعادت نفس الأفعال المحرضة٬ موضحا أن قوات الأمن لم تقترب منها بالمرة وأنها لم تصب بأذى على الإطلاق٬ وعيا من هذه القوات بأن الأمر يتعلق باستفزاز اعتادت المذكورة اللجوء إليه في مناسبات مماثلة. هذه الرواية لم تجد حظها في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ولو من باب الاستئناس رغم أن المعايير الدولية في إنجاز التقارير تفرض الاستماع إلى الطرفين.