لم يكتف عناصر السلفية الجهادية بما ارتكبوه في حق المغرب والمغاربة من جرائم ذهب ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء فقط لأنهم اختاروا أن يعيشوا بخلاف ما تتصوره التيارات السلفية، وهي الجرائم الشاهد عليها أحداث 16 ماي الإرهابية والاستعراض الإرهابي الذي شكل سلسلة من التفجيرات نهارا جهارا بشوارع الدارالبيضاء سنة 2008، وتفجير مقهى أركانة الدامي والذي جاء في وضعية اقتصادية حساسة مؤثرا في مداخيل السياحة، لم يكتف هؤلاء بذلك بل مارسوا إرهابا آخر تمثل في تقديم صورة عن المغرب لم يعد موجودا سوى في مخيلة من يريد من الديمقراطية أن تمنحه حق تكفير المجتمع والناس وحمل السلاح وفرض فكره بالقوة. فلن ينسى المغاربة أن السلفية الجهادية التي ارتكبت بعض الأعمال الإرهابية وكانت تستعد للفتك بالمواطنين في عمليات أخرى كشفها الأمن قبل وقعها، ولن ينسى المغاربة ذلك مهما تباكى هؤلاء عن الظلم الذي تعرضوا له في المعتقلات وفي السجون. لقد استغلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وجود المقرر الأممي حول التعذيب خوان مانديز لترسم صورة أسطورية عن المغرب، صورة لم تعد موجودة إلا في مخيلة من كان يستعد لتحويل شوارع المغرب إلى حمام دم لولا إرادة الله بهذا بالبلد ولولا يقظة الأجهزة الأمنية، صورة مستقاة من مغرب آخر تجاوزته هيئة جبر الضرر وهيئة الإنصاف والمصالحة والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي ذلك شهادات جمعيات حقوقية تعمل وفق معايير دقيقة بأن التحول حصل منذ مدة وهو يتطور بتدريج. وقد عقدت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ممثلة بكل من المنسق العام للجنة المشتركة محمد أسامة بوطاهر وعضوي المكتب التنفيذي أنس الحلوي وحسناء مساعد مساء يوم السبت الماضي بمقر جمعية عدالة بالرباط لقاء مع المقرر الأممي الخاص بقضايا التعذيب "خوان مانديز" وفريق عمله المكون من مرافقتين ومترجمين وخبير الطب الشرعي، وقد أوضح المقرر الأممي للجنة المشتركة أنه جاء بناء على طلب من الحكومة المغربية من أجل تقييم أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب، وقد أكد أن الحكومة تعهدت بعدم التعرض لأي أحد يلتقيه المقرر الأممي أو يستمع إليه بأي شكل من أشكال التضييق كيفما كانت . وكررت اللجنة على مسامع المقرر الأممي كل الأقوال والإشاعات والأكاذيب التي كان الغرض منها حين ترويجها هو استمالة الرأي العام قصد تحسين الوضعية داخل السجون، وقد عاش معتقلو السلفية الجهادية ببعض السجون وضعية لم يحلم بها سجين في يوم من الأيام وشهد الحدوشي نفسه أنه سلم مشروب ريدبول لحفيظ بنهاشم وكان يتوفر على ثلاجة وتلفاز وغيرها من الأجهزة وسجل فيديوهات. وأصرت اللجنة على إعادة الحديث عن هذه القصص التي تبين أنها مفبركة مثل قضية الجلوس على القرعة والتي كان بوشتى الشارف قد جعل منها موضوعا رئيسا ولما تم عرضه على الطبيب الشرعي وخبرات أخرى تبين أنه غير صادق في أقواله.