دعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أمس الثلاثاء المسلمين إلى قتل ممثلي الحكومة الأمريكية في المنطقة احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم . ورحب التنظيم - في بيان له نشر على أحد المواقع الإلكترونية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) - بمقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفينس الأسبوع الماضي، كما هنأ كل من شارك في هذا العمل، معتبرا إياه أفضل هدية لحكومته غير العادلة. وحث التنظيم - حسبما نقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية - المسلمين خاصة في الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا على قتل السفراء والدبلوماسيين الأمريكيين لديهم أو طردهم من أراضي بلادهم وتطهيرها منهم، وذلك للرد على الفيلم المسئ للرسول الكريم. يشار إلى أن العديد من الدول الإسلامية حول العالم قد شهدت مظاهرات احتجاجية على الفيلم المسيء للرسول الكريم من بينها الهند وباكستان وأفغانستان وتونس واليمن ومصر، بالإضافة إلى ليبيا، حيث قتل السفير الأمريكي لدى ليبيا في هجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة "بنغازي" الأسبوع الماضي. وفي موضوع آخر أكد السفير٬ الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف٬ عمر هلال٬ أن المغرب دق ناقوس الخطر مرات عديدة ومنذ سنوات٬ وحذر المجتمع الدولي من التهديدات٬ لاسيما الإرهابية٬ بمنطقة الساحل والصحراء. وقال هلال إن الوضع الذي يسود في شمال مالي يحمل تهديدات خطيرة لمجموع بلدان المنطقة ولأمن ووحدة البلدان في فضاء الساحل والصحراء٬ مجددا دعوة المملكة المغربية إلى العمل الحاسم والتعاون الجدي على المستويين الإقليمي والدولي٬ لاسيما من أجل التعامل مع تداعيات هذا الوضع على السلم والاستقرار في المنطقة. وأكد الدبلوماسي المغربي٬ في كلمة خلال تقديم تقرير المفوضة العليا للأمم المتحدة المكلفة بحقوق الإنسان٬ نافي بيلاي حول وضع حقوق الإنسان في شمال مالي٬ على ضرورة دعم مالي ومساعدتها على رفع التحديات المتعددة التي تواجهها قصد تمكينها من العودة مجددا إلى الاستقرار٬ في احترام تام لسيادتها ولوحدتها الترابية. وأضاف أن المغرب يبقى منشغلا بالوضع في شمال مالي٬ لاسيما انتهاكات حقوق الإنسان٬ خصوصا منها تلك المتضمنة في تقرير المفوضة العليا٬ مثل الإعدامات التعسفية٬ والتعذيب٬ والعقوبات البشعة٬ وتجنيد الأطفال٬ والعنف ضد النساء. وتابع بالقول إن "المملكة تتأسف٬ بالخصوص٬ على التدمير المتعمد للمواقع التاريخية والثقافية والدينية في المدينة القديمة لتمبوكتو"٬ مؤكدا أن هذه الأعمال٬ التي تشكل مسا بالتراث الثقافي للشعب المالي وبالتراث العالمي٬ تفصح عن النية المتعمدة لدى مرتكبيها لانتهاك الحقوق الثقافية والحق في حرية الدين والمعتقد للماليين. وشدد السيد هلال أيضا على الوضع الإنساني٬ مؤكدا أن الأزمة في شمال مالي فاقمت من حدة الأمن الغذائي في المنطقة٬ والتي "تعتبر أصلا كارثية بالنظر إلى موجات الجفاف التي تضرب المنطقة منذ سنين". وذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية٬ منذ بداية الأزمة٬ من أجل إرسال المساعدات الإنسانية لصالح اللاجئين الماليين في موريتانيا٬ لاسيما في شكل مواد غذائية ومنتجات شبه صيدلية٬ مؤكدا على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي من أجل الاستجابة العاجلة لحاجيات الساكنة المعنية٬ خصوصا اللاجئين.