يؤدي عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، العمرة على نفقة الدولة السعودية حيث وضعت رهن إشارته طائرة خاصة بالإضافة إلى الإقامة ووسائل التنقل إلى الأماكن المقدسة وكما هو معروف يتم تحميل الضيوف بالعديد من الهدايا. لسنا ممن يتدخل في حج الناس وعمرتهم ما دام الأمر يتعلق بعلاقة خاصة بين العبد وربه، ولكن ما دام الأمر يتعلق برئيس الحكومة والأمين العام لحزب سياسي أقام الدنيا ولم يقعدها حول الوفد الرسمي وبعض البرلمانيين الذين يؤدون مناسك الحج على نفقة الخزينة العامة، ولم يكتف بنيكران بالحديث عن تبدير المال بل انتقل فقهاء الحركة إلى تحريم الحج بمال الدولة. واليوم أصبح بنكيران مطالبا واستنادا على فتاوى فقهاء حركته وفتاوى "شيخ الإسلام" بن تيمية، الذي كان كتابه المفضل يوم كان يلقي الدروس بأحد مساجد سلا، أو تلميذه بن القيم الجوزية، كاتبه المفضل حسب ما صرح بذلك لحميد برادة في برنامجه "ميزونكور"، أصبح مطالبا بتوضيح موقفه الفقهي من الحج بأموال الدولة هل هو حلال أم حرام ناهيك أن تكون تلك الدولة أجنبية؟ وهل يجوز حسب علماء التوحيد والإصلاح الذهاب للعمرة وترك البلد في أزمة؟ هل يحق لوزراء العدالة والتنمية أن يذهبوا في رحلات استجمام والترويح عن النفس في الوقت الذي بات العديد من المغاربة في العراء فقط لأنهم ذهبوا داخل الوطن قصد قضاء عطلة قصيرة؟ غير أن رحلة بنكيران تطرح سؤالا مهما ستجيب عنه الأيام، حيث أنه وخلال عمرته التقى العديد من المسؤولين في السعودية، فهل ناقش معهم مشاريع اقتصادية تهم المغرب أم تلقى توجيهات من مراكز الدعوة الوهابية؟