بدأت بوادر التوتر في الدخول الجامعي المقبل تظهر قبل أسابيع من انطلاق الموسم الجامعي الجديد، من خلال البيانات التي أصدرتها مختلف التنظيمات الطلابية بالعديد من الجامعات المغربية ضد التوجه العام لوزير التعليم العالي لحسن الداودي وسياسته تجاه الجامعة وما يحيط بها من مساس بمجانية التعليم وخوصصة الجامعة المغربية، وما يرافق ذلك من مشاكل مرتبطة بالجامعة وعلى رأسها الاكتظاظ والوضعية المزرية للأحياء الجامعية. وفي هذا الإطار، أعلنت تنظيمات طلابية في العديد من الجامعات عن مقاطعة أداء رسوم التسجيل كما استنكر طلبة بعض الجامعات، كما هو الشأن بالنسبة لطلبة كلية العلوم بوجدة، إضافة وثيقة التأمين التي تسحب من البنك إلى وثائق التسجيل واعتبروها تترجم رغبة وزير التعليم العالي في الدفع بمشروع إلغاء مجانية التعليم، في حين تستعد تنظيمات طلابية حشد الطلبة مع بداية الموسم الجامعي نحو الرفع من وتيرة الاحتجاج ضد مجموعة من الاختلالات التي تعرفها الجامعة المغربية ومرافقها، كما هو الشأن بالنسبة لوضعية الأحياء الجامعة والاكتظاظ المهول الذي تعرفه الجامعات المغربية مع ارتفاع عدد المسجلين خلال هذه السنة. يذكر أنه وكما أشارت "النهار المغربية" إلى ذلك في وقت سابق فقد دعا برلمانيون وزير التعليم العالي لحسن الداودي إلى تقليد تركيا في إلغاء رسوم الجامعات، وذكروه بالقرار الأخير الذي اتخذه حزب العدالة والتنمية في تركيا والقاضي بإلغاء جميع رسوم التسجيل في الجامعات، مقابل سعي حزب العدالة والتنمية في المغرب إلى إلغاء مجانية التعليم في الجامعات المغربية. هذا وقد وعد عدد من النقابيين بتعبئة واسعة للتصدي لأي محاولة تهدف إلى خوصصة الجامعة المغربية وفتحها أمام الاستثمار الأجنبي وإلغاء مجانية التعليم العالي، وذلك على خلفية تصريحات وزير التعليم العالي لحسن الداودي حول موضوع إلغاء مجانية التعليم العالي وتفويته إلى مؤسسات أجنبية وفتحه أمام الرأسمال الخارجي. وكانت النقابة الوطنية للتعليم العالي قد عبرت عن رفضها لكل المحاولات الرامية إلى ضرب مجانية التعليم العالي والتنديد بمسلسل خوصصة القطاع وفتحه أمام الاستثمار الأجنبي، وتجديد التأكيد على أن المسألة التعليمية بكل أسلاكها قضية وطن بكل مؤسساته وتنظيماته الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية، ومناشدة القوى الوطنية الديمقراطية لتكثيف الجهود وتوحيدها والعمل المشترك للتصدي لكل المبادرات اللاشعبية واللاوطنية واللاديمقراطية.