يصر علي المرابط في كل مرة على لعب دور الضحية لاستدرار عطف جهات تبدو دائما مستعدة للنيل من سمعة المغرب، مقابل منحه مزيدا من الأموال، التي يصرفها على نزواته وما أكثرها، حيث غالبا ما تستنجد هذه الجهات المعادية، بمن يقوم بدور البطولة في مسرحيات مفبركة تعرف مسبقا نهايتها، ولأن لعلي المرابط ذكريات ليست دائما جميلة مع الجهات الأمنية التي يتهمها في كل مرة بإحصاء خطواته وأنفاسه، فإنه يسعى في كل مناسبة إلى استفزاز رجال الأمن والنيل منهم، سواء عبر مزبلته الإلكترونية التي وضعها في خدمة جهات خارجية، أو بشكل مباشر من خلال خرجاته المتكررة التي يكون الهدف من ورائها هو حمل رجال الأمن على تعقبه، حتى يمنحوه فرصة التباكي أمام هذه الجهات، قبل أن يخرج منها ببعض الأموال التي يستعملها في قضاء أغراضه. لقد تعود المرابط على اللعب على وتر التعنيف الذي يدعي أنه يتعرض له، والمطاردات التي يكون ضحيتها، تماما كما حصل يوم السبت الماضي، حين ادعى أنه تعرض للضرب والجرح في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا، من قبل أمنيين قال إنهم بلباس مدني كانوا يطاردون الباعة المتجولين، مع أن الجميع يعلم أن مسألة تنظيم الباعة المتجولين تكون من قبل مصالح البلدية بدعم القوات المساعدة، ولا نظن أن أمنيين ليدهم ما يكفي من الوقت لمطاردة الباعة المتجولين في الشارع العام، مما يؤكد أن ما جاء به المرابط لا يعدو أحلام يقظة، زد على ذلك أن المرابط لم يقدم أي دليل على أن الأمر يتعلق فعلا بأمنيين، أم تراه أصبح يقرأ ما وراء الصدور، ليعطينا الدليل على أن وراء الأكمة ما وراءها. في كل مرة يقرر فيها المرابط حبَك سيناريوهات يصر على جعلها تبدو كما لو كانت قصة حقيقية، يضيف عليها بعض التوابل من قبل اتهام جهاز مراقبة التراب الوطني بالبحث في قمامته الشخصية، وهو أمر يبدو غير منطقي تماما ويدل على رغبة المرابط في تصفية حساباته حتى وهو يستعمل الأكاذيب والأقوال المغلوطة. ويدخل الفيلم الأخير الذي أنتجه المرابط وروى تفاصيله على موقعه الموجه أساسا إلى أولياء نعمته في الخارج الذين ينتظرون دائما ما تجود به قريحة "العبقري" المرابط، في هذه الخانة، حيث يحكي العميل ثلاثي الأضلاع، عن هجوم تعرض له من قبل ثلاثة أمنيين بزي مدني، أمام السوق المركزي بمدينة تطوان، حيث كان يريد اقتناء "التفاح" من عربة عشوائية، مع أن المعروف عن المرابط وبشهادة من عرفوه وعايشوه، أنه لا يعترف بهؤلاء البسطاء، وغالبا ما يتعامل معهم باستعلاء، لذلك بدت حكايته من السطر الأول غير قائمة وتعتريها كثير من الثقوب. يريد المرابط في كل مرة أن يضرب بالحجر ليصيب ما شاء الله من عباده الصالحين، ولا يتردد في توظيف كل شيء لأن المهم بالنسبة إليه أن يحصل على رضى أولياء النعم، وهذه المرة أساء الأدب كثيرا وهو يقول أن رجال الأمن قالوا له "سير عند بنكيران يعطيك لاكارط"، وهو ادعاء نعرف جميعا أنه باطل، وأنه لا يستند إلى أي دليل مادي. وما بين كل رواية وأخرى ينخرط المريض في موجة من التباكي ويدرف دموع أشبه بدموع التماسيح، ليلجأ في نهاية المطاف إلى أسياده في الخارج لتعويضه عن كل ما "لحقه من إهانة"، ولتكتمل الصورة التي تجعله شخصا مطاردا من قبل جميع قوى الشر، وضع يؤكد أن المرابط أدمن حقا مشاهدة أفلام الخيال العلمي، والرسوم المتحركة التي تظهر البطل دائما وهو يتلقى الضربات المفبركة، قبل أن يظهر في نهاية المطاف في صورة البطل المغوار، لكنه بطل لا يوجد إلى في مخيلة المرابط ومن يدورون في فلكه. لقد كان على المرابط على الأقل أن يدبج مقاله بشهادة طبية تثبت مدة العجز، أو أن يقدم لنا صورته بعد الاعتداء عليه الذي كان عنيفا حسب روايته، لكنه لم يفعل ذلك واكتفى بنشر صورة لشخص قال إنه تعرض لاعتداء سابق. لقد بدأ المرابط مقاله الذي كال فيه شتى الاتهامات، وتحدث تماما كما لو كان طفلا بريئا، عن تعرضه للتهديد من قبل أحد السكارى، مع أننا نعلم أننا في شهر رمضان، ويصعب إثبات واقعة السكر، وفي الواحدة ليلا، واقعة تؤكد أن الرجل إما أنه كان في وضعية غير طبيعية تتنافى مع أخلاق الشهر الكريم، أو أنه يعاني أمراضا متقدمة من مرض انفصام الشخصية، يجعله يتوهم في كل مرة أنه مطارد، وأن البوليس يترصده، لكن الواقع الذي لا يرتفع إليه شك، أن المرابط يعيش وضعا جيدا ويملك الفرصة للتجول في شوارع تطوان، ويخرج كما يريد، وهو ما يصيبه في بعض الأحيان بالحنق، مادام تعود على لعب دور الضحية، ليكسب مزيدا من المال من كل تلك الأجهزة التي توظفه، والتي تتسابق لمثل هذه الأخبار حتى لو كانت مفبركة.