كشفت مصادر عليمة، أن سائقي الدرجات ثلاثية العجلات المعروفة اختصارا "بالموطو طاكسي"، قرروا الانتظام في تجمع وطني للدفاع عن مصالحهم، وأشارت المصادر إلى أن هذا التحرك يأتي عل خلفية الزيادة الأخيرة التي أقرتها حكومة عبد الإله بنكيران في ثمن البنزين، وهو ما رفع فاتورة هذه الوسيلة التي كانت ثمرة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأوضحت المصادر ذاتها، أن حالة من الغضب انتابت سائقي هذه الدراجات ثلاثية العجلات، في عدد من الأسواق التي يعملون بها، موضحة أن فكرة خلق هذا التجمع جاءت من أجل مواجهة المشاكل التي يواجهها القطاع، وكذلك في ظل الأزمة الراهنة التي تهدد القطاع. وقال متضررون في تصريحات متفرقة، إن الزيادة الأخيرة رفعت سقف مصاريف هذه الفئة موضحين أن الزبون رفض مبدأ التضامن والتعاون لتجاوز تداعيات هذه الزيادة الأخيرة، وتجوب شوارع المدن المغربية أكثر من 120 ألف دراجة ثلاثية العجلات، تتمركز بشكل كبير في المدن الكبرى، وكانت في الأول تستغل في نقل البضائع وحاجيات المواطنين قبل أن تضيف خدمات أخرى من قبيل نقل المواطنين في أوقات الدروة. وأكد إبراهيم بن ديدي وهو صاحب دراجة صينية، أنه في اليومين الذين تليا الزيادة في ثمن البنزين تقلصت مداخيله بنسبة لا تقل عن 20 في المائة، وأكد أنه يعمل مع المواطنين البسطاء وبالتالي يصعب عليه الزيادة في ثمن الرحلة، التي عادة ما تتراوح بين 4 دراهم و10 دراهم حسب المسافة وعدد المسافرين، وقال إبراهيم، إن حكومة بنكيران لم تراعي وضعية هذه الفئة المتضررة والتي بالكاد تتمكن من ضمان قوتها اليومي، من جانبه قال حميد ابرباش، إن الوضعية مقلقة جدا وزادت صعوبتها بعد الزيادة الأخيرة، وأوضح أن أصحاب الدراجات الصينية هم فئة منبوذة في المجتمع حيث لا يجدون الدعم من أي جهة، فأصحاب "الهوندات" يقول حميد "يضيقون علينا الخناق ونعاني مشاكل عديدة مع سيارات الأجرة"، ومع الزيادة الأخيرة فإن الوضعية تحولت إلى كابوس مخيف، موضحا أن كثيرا من أصحاب هذه الدراجات يعانون تبعات الديون المتراكمة عليهم، إضافة إلى الأعطاب التي تصيب هذه الدراجات، إضافة إلى فئة أخرى تعمل بنظام الكراء، مقابل مبالغ مالية مهمة. إلى ذلك قالت مصادر متطابقة، إن المشاورات جارية على قدم وساق من أجل تنظيم مسيرة وطنية للغضب، والتي ستتوجه إلى الرباط، وقالت إن المسيرة ستنطلق من مجموعة من المدن المغربية لتحط الرحال بساحة باب الأحد كتعبير رمزي عن رفض الزيادة الأخيرة، وأوضحت المصادر، أن المسيرة لن تستني أحدا من المتضررين وستكون مفتوحة في وجه الجميع، مشددة على أن أصحاب الدراجات الصينية يحتاجون إلى دعم الدولة للبقاء على قيد الحياة، وقالت المصادر، إن تنظيم المسيرة يحتاج إلى إجراءات تنظيمية ودعم لوجيستي قد لا يتوفر لجميع المعنيين، موضحة أن اتصالات جارية مع جهات نقابية لاحتضان هؤلاء الضحايا الذين باتوا مهددين بالتشرد، حيث يعاني كثير منهم من صعوبة أداء الأقساط الشهرية، وتوفير مصاريف العيش حيث إن أغلبهم لديه أسرة ومسؤول عن عائلة لا يقل أفرادها عن 10 أشخاص، وأضافت المصادر، أن هذه الدراجات ليس سوى محاولة لتفادي البطالة، حيث توفر لأصحابها مداخيل يومية لا تتجاوز 100 درهم في أفضل الأحوال، موضحة أن الزيادة الأخيرة ستخصم ما يقارب 30 درهما من المدخول اليومي.عبد المجيد أشرف