حولت الأزمة التي تضرب اليونان منذ ثلاث سنوات هذا البلد الأوروبي إلى جهنم حقيقية، وأصبح من المستحيلات إيجاد عمل يضمن كرامة المواطن، خاصة المهاجرين الذين باتوا غير مرغوب فيهم داخل بلد بالكاد يجد ما يسد به رمق أبنائه. ودق مهنيون وحقوقيون ناقوس الخطر داعين حكومة بنكيران إلى إيجاد مخرج لأكثر من ألف مغربي عالقون بمدن اليونان، يعيشون على المساعدات القليلة التي يحصلون عليها من بعض الجمعيات الأهلية، وقالت مصادر مقربة من المهاجرين إن الوضع يزداد تأزما يوما بعد آخر، مؤكدة أن المهاجرين المغاربة باليونان مستعدون للعودة إلى المغرب وبدء حياة جديدة. وكان عدد من مغاربة اليونان، قد أرغمتهم الأزمة المستعرة بهذا البلد على العودة إلى ديارهم منذ بداية العام الجاري، وأكدت المصادر ذاتها أن بقاء المغاربة باليونان أصبح في الوقت الراهن أمرا مستحيلا، وأشبه بانتحار جماعي. وكانت إحصائيات قد أكدت وجود ما يقارب 2000 مغربي بعدد من المدن اليونانية خاصة بالعاصمة أثينا حيث تجاوز عدد المغاربة 600 شخص سنة 2004، لكن مصادر مقربة من الجالية المغربية باليونان توقعت أن يكون العدد أكبر بكثير خصوصا أن كثيرا من المغاربة يتجولون في اليونان بأوراق مزورة بعدما تخلصوا من أوراقهم الحقيقية، مؤكدة أن هذا الأمر جر على المغاربة كثيرا من الويلات، بعد انسداد الآفاق وعدم تمكنهم من مغادرة البلد في اتجاه مناطق أخرى لم تصلها بعد الأزمة الاقتصادية. وأضافت المصادر ذاتها، أن حكومة بنكيران تفضل في الوقت الراهن الصمت على مأساة إنسانية حقيقية، وقالت إن الحكومة لم تبادر إلى بحث وضعية المغاربة الذين يعيش عدد منهم في مراكز استقبال أشبه بالإصطبلات، موضحة أن الحكومة لا تملك برنامج عمل لإنقاذ مغاربة من الجوع والفقر، وذهبت المصادر إلى حد القول، إن بنكيران منشغل أكثر بمغاربة أوروبا الغربية الذين يعتبرون منجما بكل معنى الكلمة بالنظر إلى حجم التحويلات التي يقومون بها، موضحة أن مغاربة اليونان وبعض الدول الصغيرة لا يغرون بنكيران، واتهمت المصادر المسؤولين المغاربة بممارسة نوع من الميز في التعامل مع قضية المهاجرين، فمن جهة تعمل من أجل متابعة أحوال المغاربة بفرنسا وإسبانيا وإيطاليا حيث توجد جالية مغربية مهمة، فيما تشيح بوجهها عن باقي المهاجرين المغاربة، موضحة أن عددا من المغاربة في اليونان بات مصيرهم مجهولا وغير معروف. وبددت الأزمة المتفاقمة التي بخرت آمال الكثيرين وجعلتهم في الآونة الأخيرة يبحثون فقط عن الحصول على ما يمكنهم من أداء تذكرة الطائرة للعودة إلى المغرب، وقال عائدون، في تصريحات صحافية، إن المغاربة الذين لم يتمكنوا من مغادرة اليونان إلى دول أوروبية أخرى بوثائق مزورة وجدوا أنفسهم على حافة التشرد، بعد أن اضمحلت فرص العمل، مؤكدين أن الدول المجاورة لليونان زادت من الإجراءات الأمنية لمنع تدفق المهاجرين إلى أراضيها.عبد المجيد أشرف