يستأثر ديربي الرجاء والوداد البيضاويين في نسخته ال 112 ،غدا الأحد ، بلبوسه لبوس ألوان حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية بقيادة رئيسها عبد الإله بنكيران. وعلاوة على أن هدا الديربي يدور على إيقاع الإصلاحات التي تقودها هده الحكومة للرقي بالرياضة المغربية، ومنها كرة القدم، عن طريق جعلها داعما تنمويا اجتماعيا و رافدا اقتصاديا مساهما في ميزانية الدولة بواسطة فرض الضرائب على الفرق و الأندية ومرورا بمكافحة الشغب الذي ارتفعت ذروته في الآونة الأخيرة وانتهاء بإصلاح العلاقة بين التلفزة وهده اللعبة الشعبية في إطار الإشهار ،وفي مقدمته إشهار الرهان الرياضي واليانصيب اللذين يضخان على الكرة المغربية العديد من الأموال، فإن السمة الكبرى التي تميز دات الديربي هي الدعوة التي تم توجيهها من طرف الفريق المضيف ، الرجاء البيضاوي ،الى رئيس الحكومة وعبد الله بنكيران وبعض من وزرائه وفي مقدمتهم وزير العدل والحريات بهدف إعطاء المقابلة نوعا من الرسمية ونوعا ىخر من الرمزية للمساهمة في التقليص من حجم الشغب الذي أصبح يرافق مباريات مركب محمد الخامس كان اخره الشغب الاخير الذي ميز مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي قبل أسبوعين من الان. على رقعة التباري وعلى غرار المواسم الفارطة٬ ومنذ انطلاق منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم موسم 1956 -1957٬ يستعد الغريمان التقليديان الرجاء والوداد للديربي البيضاوي في محطته رقم 112٬ لخوض مباراة الموسم بدون منازع ٬ ضمن الدورة 28 من البطولة الوطنية الاحترافية للقسم الأول (الثالثة بعد الزوال) . وسيكون "الديربي" الذي يجمع بين القلعتين الحمراء والخضراء واكتسب شهرة واسعة على مر السنين كأحد أقوى الديربيات في إفريقيا والعالم العربي بل حتى على الصعيد الدولي٬ فرصة أيضا لإعادة الفرجة إلى الملاعب الوطنية ودعوة إلى نبذ أعمال الشغب التي شهدتها مؤخرا بعض الملاعب الوطنية. فعلى امتداد الديربيات 111 السابقة ظلت مواجهات الرجاء والوداد حدثا استثنائيا تتوقف فيه عقارب الزمن لتفسح المجال أمام جماهير الفريقين خاصة والجمهور المغربي عامة للاستمتاع بأطباق كروية من المستوى الرفيع٬ حيث تفرض الفرجة نفسها على الرغم مما يرافقها من حدة وتنافس كبيرين إن على أرضية الملعب أو في المدرجات. وكسابقاتها٬ لن تحيد القمة المرتقبة بين الفريقين العريقين عن طابع الندية والتشويق على الرغم من كونها تأتي في وقت يمر فيه كل طرف بظروف مغايرة عن الآخر إن على مستوى النتائج أو المرتبة التي يحتلها في سبورة ترتيب أندية البطولة الوطنية. ففريق الرجاء٬ الذي يتخلف بأربع نقط عن المتصدر (الثالث 48 نقطة) والذي لم يبق أمامه من خيار آخر غير إحراز اللقب لإنقاذ موسمه٬ يتحتم عليه النزول بكل ثقله خلال هذه المواجهة لبلوغ المبتغى وضمان البقاء في دائرة المنافسة على اللقب٬ باعتبار أن نتيجة التعادل٬ الذي سيكون ال54 في تاريخ لقاءات الديربي بين الفريقين٬ لا تخدم مصالحه في شيء. أما الوداديون٬ فيسعون إلى تحقيق الفوز ال26 في تاريخ مواجهاتهم مع الرجاويين لتذليل الفارق بينهم وبين جيرانهم الفائزين في 33 مباراة٬ وتعويض خروجهم رسميا من التنافس على لقب البطولة وبشكل مبكر وبالتالي ضمان مركز يؤهلهم إلى المشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية القادمة وإعطائهم شحنة معنوية للذهاب بعيدا في كأس الكونفدرالية الإفريقية التي يخوض الفريق الأحمر والأبيض غمارها بنجاح إلى حد الآن. ويشكل الديربي الحالي مواجهة مفتوحة بين مدرستين مختلفتين ٬ الفرنسية التي يمثلها بيرتران مارشان٬ والإسبانية في شخص بنيطو فلورو بالرغم من أن أسلوب الفريقين يبدو متقاربا ويغلب عليه الطابع الهجومي. وتعد الدورة الثامنة والعشرون أيضا جولة للحسم وفرصة لثلاثي المقدمة للاقتراب أكثر من اللقب٬ حيث سيكون على فريق الفتح الرياضي٬ الذي لم يفرح طويلا باعتلائه ريادة الترتيب (الثاني 51 نقطة) أمام مواجهة صعبة ستجمعه بضيفه النادي المكناسي ٬ الذي اطمأن على مكانته ضمن الكبار والمنتشي بعودته من أبيدجان بتعادل ثمين (1-1 ). ولا تقل المباراة التي ستجمع بين المغرب التطواني المتصدر ومضيفه الاتحاد الزموري للخميسات أهمية عن باقي مواجهات الدورة ٬ حيث سيتطلع الأخير إلى تحقيق نتيجة إيجابية أو الخروج بأقل خسارة ممكنة وانتظار تعثر منافسيه.