لما نظرت إلى اللافتة التي رفعها متظاهرون بطنجة بخصوص بنكيران تذكرت القول العربي المأثور "وعاد وبال البغي على صاحبه" أو ما يتداوله المغاربة بصيغة "اللي حفر شي حفرة يطيح فيها"، ففي الوقت الذي كان رئيس الحكومة يخطب في جمهور النقابيين الإسلاميين، خلال احتفال الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بذكرى فاتح ماي، ويقول إن الشعب يحبه، كان جزء من المتظاهرين يرفع شعارات ضد بنكيران وكان أشدها إيلاما تلك الصورة التي رفعها متظاهرون بطنجة حيث وضعوا قطعة جلد على عين بنكيران فأصبح كأحد القراصنة في أعالي البحار. ولم ينس المتظاهرون من أن يضعوا ورقة تعريف لرئيس الحكومة، وضمنوها معلومات لم تكن متوفرة في نهج السيرة الذي قدمه يوم أراد أن "يدخل حرفة رئيس الحكومة كما سماها هو نفسه"، وهي معلومات خطيرة ولابد من التدقيق فيها لأنها تتعلق بمن يسير الشأن العام، وهي معلومات تنتمي للزمن الملتبس الذي لم نكن نعرف فيه بنكيران هل كان مناضلا إسلاميا أم كان شيئا آخر؟ وهناك معلومات أخرى تضمنتها ورقة التعريف أصبحت من المتفق عليه كتشريد العاطلين الذين وعدهم بنكيران بجنة العمل ومنحهم "كارت فيزيت" لزيارته في أي وقت قبل أن يغلق في وجههم الهاتف، وتجويع العاملين حيث بدأنا نسمع عن ارتفاع نسبة البطالة بدل خفضها كما زعم بنكيران. فعاد وبال البغي على صاحبه. فبنكيران المشارك في المؤسسات ها هو اليوم يذوق طعم ما فعلته يده، لقد سن سنة في المجتمع سار عليها آخرون فلا يلومن إلا نفسه. ينبغي أن يكون صدر بنكيران واسعا لتقبل مثل هذه الشعارات التي رفعها هو في وقت سابق في وجه آخرين.