بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 ماي)٬ احتضن قصر قرطاج الجمهوري٬ بالضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة التونسية بعد ظهر اليوم الخميس٬ حفل تسليم جائزة اليونسكو العالمية للصحافة لحرية الصحافة لسنة 2012٬ التي فاز بها هذه السنة الصحافي الأذربيجاني والناشط في مجال حقوق الإنسان٬ عين الله فاتواللاييف. وقامت المديرة العامة لمنظمة الاممالمتحدة للتربية للثقافة والعلوم السيدة ايرينا بريغوفا٬ بحضور الرئيس التونسي منصف المرزوقي وعدد كبير من الصحفيين التونسيين والأجانب وشخصيات رسمية محلية ودولية٬ بتسليم الجائزة للصحفي فاتواللاييف. وفي كلمة بالمناسبة أكد الرئيس المرزوقي دعمه لحرية الصحافة في تونس٬ معتبرا أن البلد "يعيش حالة مخاض طبيعية ستؤدي حتما إلى إعلام سيكون في "خدمة الديمقراطية بدرجة عالية من المهنية". وقال إن "الحكومة الديمقراطية يجب ألا تضيق ذرعا بالإعلام مهما رأت فيه من تحامل أحيانا ومن ابتعاد عن الموضوعية أحيانا أخرى"٬ مؤكدا الحاجة إلى "صحافة حرة (...) تبني الوطن ولا تسقط في الاعتداء على كرامة الناس ولا في حبائل السلطة". وأضاف أنه يتطلع إلى أن يصبح الاعلام "سلطة حقيقية تنير الطريق للسلطات الاخرى عن طريق نقد أدائها وإنارة الرأي العام"٬ قبيل أن يجدد التأكيد على أن حرية الصحافة في تونس خيار "لا رجعة فيه". من جانبها قالت المديرة العامة لليونسكو أن هناك أزيد من 500 من الصحفيين قتلوا في العالم خلال العشر سنوات الماضية٬ مشيرة إلى أن سنة 2012 شهدت مقتل 20 صحفيا في مختلف أنحاء العالم وهم يمارسون مهامهم٬ ودعت المشاركين في الحفل الوقوف دقيقة صمت ترحما على هؤلاء الذين "قدموا حياتهم من أجل صحافة حرة". هذا وتشهد العاصمة التونسية منذ صباح اليوم سلسلة من اللقاءات والموائد المستديرة في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة٬ حيث قررت اليونسكو الاحتفال بتسليم جائزتها لهذه السنة بتونس. ويفتتح رئيس الحكومة التونسية٬ حمادي الجبالي غدا الجمعة٬ ندوة دولية تستمر يومين تحت عنوان "الاصوات الجديدة .. حرية الصحافة ومساهمتها في تغيير المجتمعات"٬ يشارك فيها عدد كبير من الخبراء والمختصين في مجال الاعلام والاتصال من عدة دول عربية وأجنبية من بينها المغرب٬ إضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات الدولية والاقليمية والمجتمع المدني. وسيتناول هذا اللقاء٬ الذي سيقدم خلاله ممثل عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عرضا حول التجربة المغربية في مجال تدبير وإصلاح هذا القطاع٬ مجموعة من المحاور تهم على الخصوص دور وسائل الإعلام في مواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية التي تعرفها مجتمعات المنطقة٬ والتقارب بين وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الاتصال المهنية والقنوات الفضائية وكيف يشجع هذا التقارب على رفع مستوى حرية التعبير. كما يتناول الملتقى مناقشة إعادة تشكيل المشهد الإعلامي خلال المراحل الانتقالية والتغييرات التي تشهدها وسائل الإعلام العمومية ومدى قدرتها على مواكبة التحولات السياسية والاجتماعية في بيئة تتميز بالتنظيم الذاتي.