ردت الجزائر بشكل سريع وقاس على تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، التي أعلن فيها أن الإسلاميين قادمون للحكم في الجزائر، واستغل النظام الجزائري جنازة الراحل، أحمد بنبلة، لتوجيه صفعة مدوية لبنكيران ومن خلاله للمغرب وهي الثالثة من نوعها في أقل من شهر، بعد الأولى، التي وجهت مباشرة بعد زيارة العثماني للجزائر، والثانية، التي أعقبت زيارة مماثلة قام بها الخلفي. ووضع بروتوكول جنازة بنبلة، زعيم ما يسمى جبهة البوليساريو على يمين الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، فيما جاء زعيم حزب النهضة التونسي، راشد الغنوشي، على يسار الرئيس الجزائري الذي تعمد ألا تجمعه الصورة الرسمية بأحد أعضاء الوفد المغربي، حيث كان، بنكيران، منزو في نهاية الصورة. وقال محللون سياسيون، إن طريقة تنفيذ البروتوكول الرسمي كان مدروسا من أجل تحجيم حضور الوفد المغربي، إضافة، إلى توجيه رسالة مفادها أن موازين القوى في منطقة المغرب العربي تتحكم فيها الجزائر وتونس من خلال المرزوقي وبدرجة أقل، راشد الغنوشي، مع استمرار الجزائر في دعم صنيعتها البوليساريو، حيث تم استقبال وفد الانفصاليين بشكل رسمي وخصصت لزعيم البوليساريو احتفالات رسمية كما لو كان رئيس دولة. وقال المحللون، إن انسحاب الوفد المغربي الذي ضم على الخصوص بنكيران، والطيب الفاسي الفهري، مستشار جلالة الملك كان الحل الوحيد، خصوصا، أمام تنامي الاستفزازات الجزائرية التي تخاف من هبوب رياح التغيير على النظام الجزائري الذي يعيش حالة ترقب منذ انطلاق ثورات الربيع العربي. وتوقعت مصادر متطابقة، أن تتواصل استفزازات بوتفليقة للمغاربة، خصوصا، أنه في كل مرة يقدم على مواقف مناهضة للوحدة الترابية، وهو ما جعل المصادر تطالب باعتماد سياسة جديدة اتجاه النظام الجزائري، محذرة في الوقت نفسه، من التساهل مع تصريحات ومواقف المسؤولين الجزائريين، الذين تعاملوا بنوع من الاحتقار مع الوفد المغربي، مستغلين، جنازة الرئيس الأسبق، بنبلة، الذي يعتبره المغاربة رمزا للوحدة المغاربية، وأحد زعماء الثورة الجزائرية. ووجد بنكيران نفسه، في موقف حرج وهو يقف بجانب رئيس وهمي يسعى النظام الجزائري إلى فرضه عنوة على المجتمع الدولي، وطالبت المصادر من بنكيران، بإعادة النظر في طبيعة العلاقات التي ينوي اعتمادها مع الجانب الجزائري الذي لم يغير من سياسته اتجاه المغرب، وقضيته الوطنية.عبد المجيد أشرف