رأى المرشح الاشتراكي للرئاسة في فرنسا فرانسوا هولاند الاربعاء ان تصريحات نيكولا ساركوزي "مجرد تبرير" غداة مقابلة مع الرئيس الفرنسي الذي اكد ان الهجرة ستكون الموضوع الرئيسي لحملته الرئاسية واعرب عن الاسف لبعض الاخطاء التي شهدتها ولايته. ويعول الرئيس المرشح الذي يسجل تاخرا كبيرا في استطلاعات الرئاسية كثيرا على المقابلة التي بثتها شبكة "فرانس 2" عند الساعة 30,02 لاعادة اطلاق حملته بزخم. وسيلي المقابلة تجمع كبير الاحد في الضاحية الفرنسية لعشرات الآلاف من مؤيديه. وراهن ساركوزي الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير على اقراره علنا باخطاء في "اسلوب" ادارته وبعض الاعمال التي لا تزال رمزية لجهة رفض عدد من الناخبين لشخصيته. واعتبر ساركوزي "رئيسا للاثرياء" لجهة سياسته المالية وايضا لاحتفاله بفوزه في 2007 مع كبار مسؤولي المؤسسات في مطعم "لو فوكيه" الانيق على جادة الشانزيليزيه. وسلط ساركوزي الضوء على الصعوبات العائلية التي واجهها لتبرير اخطاء التقييم في مطلع ولايته. واسر بالقول "كانت اسرتي تتفكك (...) وكان راسي مشغولا بمشاكل اخرى". وبعدها باسابيع تطلق ساركوزي وزوجته سيسيليا. الا انه وبعد بضعة اشهر تزوج عارضة الازياء السابقة كارلا بروني. ورد هولاند الخصم الاشتراكي لساركوزي على اذاعة "اوروبا 1" انه "احترم الحياة الخاصة بما فيها حياة الرئيس. لكنني لا اعتقد انه من الضروري ان تعرض على الملا (حتى) عندما كانت تبريرا لاحد الاخطاء في مطلع الولاية الرئاسية". واضاف هولاند "انها حلقة لتبرير" سياسته. وتظهر استطلاعات الراي تقدم هولاند في الدور الاول المقرر في 22 نيسان/ابريل وفوزه بشكل كبير في الدور الثاني في 6 ايار/مايو, مع حصول على تاييد 56% من الاصوات لقاء 44% لساركوزي المنتهية ولايته بحسب الاستطلاعين الاخيرين للراي. وحول مضمون الحملة الانتخابية, اكد ساركوزي قبل 46 يوما على موعد الانتخابات انه يميل بوضوح الى اليمين مع دعوته الى سياسة اكثر تشددا على صعيد الهجرة. وقال "هناك الكثير من الاجانب على اراضينا". وبعد انتقاده للهجرة غير الشرعية, اعلن ساركوزي انه يريد الحد من الدخول الشرعي الى الاراضي الفرنسية. وقال "يجب ان نقسم عدد الاشخاص الذي نستقبلهم على اثنين اي الانتقال من 180 الف الى 100 الف تقريبا". ومنذ انطلاق حملته الانتخابية منتصف شباط/فبراير, اتهم الرئيس الفرنسي باستخدام لغة اليمين المتطرف سواء حول الهجرة او مكانة الاسلام. وحصلت مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان على 15% تقريبا من نوايا التصويت. وقال لوي اليو احد ابرز مسؤولي اليمين المتطرف ان ساركوزي "يقوم بعملية لاجتذاب الاصوات". وسعى ساركوزي خلال المقابلة الى تصحيح الانطباع المستمر بانعدام العدالة المالية من خلال اعلانه ضريبة جديدة ستطالب كبرى مؤسسات البلاد التي بامكانها "عولمة" ارباحها وبالتالي دفع ضرائب مخفضة في فرنسا. ولم يعط ساركوزي تفاصيل حول هذه الضريبة التي ستطال مؤسسات مثل العملاق النفطي "توتال" او عملاق الصناعة الغذائية "دانون" ويمكن ان تعود على الدولة بمليارين الى ثلاثة مليارات يورو. الا ان الضريبة تعتبر ردا لاقتراح هولاند فرض ضريبة ب75% على عائدات الاثرياء الكبار اي التي تتجاوز مليون يورو في العام لمكافحة الرواتب "غير اللائقة" التي يحصل عليها مدراء هذه المؤسسات الكبيرة. واعتبرت الصحف ان ساركوزي بدأ من خلال المقابلة "مصالحة مع الحقيقة", وهو يامل في انقلاب الوضع في غضون شهر ونصف الشهر وهو ما لم يشهده التاريخ السياسي في فرنسا من قبل. وصرح وزير الخارجية الان جوبيه "على الرغم من الحملة الاعلامية المكثفة التي تركز على ساركوزي فان لديه فرصا جيدة بالفوز".