تعيش مراكش, التي تعتبر المدينة الساحرة وذات التاريخ العريق, منذ أيام على إيقاع توافد كبار الشخصيات ومشاهير العالم للاحتفال بأعياد ميلاد المسيح ونهاية السنة الميلادية. وقد دأبت المدينة الحمراء, باعتبارها قاطرة للسياحة الوطنية وإحدى الوجهات القلائل المفضلة عبر العالم, بفضل بنيتها التحتية السياحية والفندقية الفارهة ومناخها المعتدل وتاريخها الضارب في عمق التاريخ وحضارتها المتجذرة وتواضع وكرم سكانها, على استقطاب كبار الشخصيات الدولية السياسية والفنية والرياضية والثقافية ورجال الاعمال خلال احتفالات نهاية كل سنة. واذا كان بعض الضيوف المميزين قد اختاروا الإقامة على طريقة ليالي ألف ليلة وليلة في فنادق فاخرة أو "رياضات" بالمدينة القديمة, فإن آخرين فضلوا قضاء عطلتهم في جو من الهدوء بعيدا عن الأنظار في الإقامات التي يتوفرون عليها, والتي تم تصميم هندستها حسب الطابع المغربي الأصيل. ويؤكد عدد من مهنيي قطاع السياحة تفضيل عدد من الشخصيات السياسية المرموقة و كبار رجال الأعمال لوجهة مراكش للاحتفال برأس السنة الجديدة, ما يجعل من تواجد نجوم السينما العالمية بالأسواق التقليدية للمدينة الحمراء أو بمقاهيها شيئا مألوفا وطبيعيا. وفي هذا الصدد, أبدت غير ما مرة شخصيات من حجم المصمم العالمي جون بول غوتيي وفكاهيين مرموقين على الصعيد الدولي كجاد المالح ونجوم الفن السابع كألان دولان وشخصيات سياسية معروفة كالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ونجوم كرة القدم كزين الدين زيدان وأنيلكا, مقدار ما تكنه من عشق وولع بمدينة النخيل, ما جعلهم من زوارها المألوفين. وقد تجسد هذا العشق للمغرب ومراكش عبر اقتناء البعض لإقاماتهم الثانية بها كجاد المالح وألان دولان وبيرنارد هنري ليفي الذي يمتلك رياضا بالمدينة العتيقة, و وريشارد برونسون المالك لقصبة بالجماعة القروية أسني التابعة لاقليم الحوز, وغيرهم كثير. وتتميز نهاية السنة الجارية باستضافة مراكش لبعض اللاعبين من الفريق الشهير ريال مدريد من بينهم بنزيمة وديارا, ومن نادي برشلونة جيرارد بيكي وأندرياس إينيستا, ولاعبين بصموا التاريخ المشرق لكرة القدم الفرنسية من بينهم زين الدين زيدان ونيكولا أنيلكا وتيري هنري, فضلا عن المخرج الأمريكي مارتان سكورسيز. ويعتبر مهنيو قطاع السياحة بمراكش أن اختيار مدينة النخيل من قبل مشاهير وشخصيات عالمية لقضاء عطلة نهاية السنة, يرجع بالأساس الى عناصر من بينها الموقع الجغرافي للمغرب القريب من أوروبا والاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة, إلى جانب الخصوصيات التي تتميز بها المدينة الحمراء كتوفرها على بنية تحتية سياحية وفندقية متنوعة تجمع بين الحداثة والأصالة, وغناها الثقافي وتجذر تاريخيها العريق, وتنوع مناظرها الطبيعية ما بين قمم جبلية مكسوة بالثلوج ومساحة شاسعة لأشجار النخيل وأخرى رملية صحراوية فضلا عن ينابيع المياه والأودية والشلالات.