تغاضت الصحف الجزائرية وخاصة جريدة الوطن التابعة للمخابرات عن الحديث عن فضيحة الرئيس المزعوم عبد العزيز المراكشي، الذي فرض نفسه بالقوة رئيسا إلى الأبد على جمهورية الوهم بدعم قوي من العسكر الجزائري الذي يبدو أنه لا يثق سوى في عبد العزيز لمواصلة تحرشاته ضد المغرب، هذه الصحف التابعة للنظام الجزائري، والتي تروج الصورة التي يريدها، تحدث عما أسمته الانتفاضة في الجنوب المغربي، وهي انتفاضة لا وجود لها إلا في مخيلة العسكر الجزائري، الذي يراهن على عدم استقرار المغرب لكي يظل في منأى عن إثارة المشاكل الداخلية للجزائر المثخنة بالفساد والاستبداد. صحيفة الوطن غير المستقلة، قالت إن مؤتمر البوليساريو الذي فرض عليه عبد العزيز رئيسا للمرة 11 من قبل العسكر الجزائري، اتفق على تصدير الانتفاضة إلى الجنوب المغربي، بدعم من اليسار المغربي وحركة 20 فبراير، وهي استراتيجية تم الاتفاق عليها بالإجماع، مع أن الكل يعرف أن من يقرر داخل جمهورية الوهم هم الجينرالات وخدامه داخل المخيمات التي تعاني حالة من الحصار، وذهبت الجريدة إلى حد التأكيد على أنه كانت هناك نقاشات ومشاورات عديدة قبل اتخاذ هذا القرار، مع أن الجميع يعرف أن هذا المؤتمر هو صوري فقط، وأن الانتفاضة لا وجود لها إلا في مخيلة عبد العزيز، وبعض الذين يتسولون عطف المخابرات الجزائرية، ولأن جريدة الوطن بعيدة عن الحقيقة ولا علاقة لها بما يحدث داخل المخيمات، فقد أغفلت الحديث عن الاضطهاد الممارس داخل المخيمات وحالة الحصار المقرونة بظروف الإكراه، من أجل الإبقاء على صورة البوليساريو التي فقدت كثيرا من أموال المنظمات التي كانت توفر الدعم المالي للاجئين، لكنه كان يتحول إلى جيوب عبد العزيز ومن معه بمباركة من العسكر الجزائري الذي لا يبدو أنه يرغب في رفع يده عن معاناة الصحراويين المحتجزين. إن أحلام الانفصاليين في ضرب استقرار المغرب من خلال تأجيج المظاهرات التي يقوم بها عدد من الصحراويين المتواجدين في مختلف الجامعات المغربية، أجهضت بفضل وعي الشعب المغربي، الذي تعامل مع الربيع العربي بكثير من المسؤولية، كما أن الدولة المغربية تعاملت بكفاءة نادرة مع الشارع المغربي، وهو الأمر الذي لم يسعف النظام الجزائري الذي يخاف أن تهب نسائم الحرية التي يعرفها المغرب على سماء الجزائر، فتأتي على الأخضر واليابس هناك، لذلك لا تتردد المخابرات الجزائرية في تجنيد الانفصاليين لخلق القلاقل وإثارة الفتنة، التي يتم التعامل معها بكثير من الرزانة والحكمة، وهو ما جعل كل مخططات الجزائر تتعرض للفشل والإحباط. ومن مظاهر فشل عقلية تصدير الأزمة الجزائرية، أن النظام العسكري يراهن على جزء من اليسار المغربي الذي يعرف الجميع أنه مات ولم يعد له أي تأثير شعبي، كما أن حركة 20 فبراير لا إشعاع لها في المدن المغربية، وأن تحركاتها اليوم إنما هي من قبيل تحركات الطائر الجريح الذي فقد بوصلة الطيران فسقط في صحراء قاحلة تلفح جسدها المثقل.