يعود كريستوفر روس، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى جولاته المكوكية التي تتمحور حول إيجاد السبل الممكنة لإحياء المفاوضات غير المباشرة بين المغرب والأطراف المعادية لوحدته الترابية، التي توقفت عند محطة مانهاست الأمريكية وأعلنت عن فشل مهمة المبعوث الأممي. وقد حل بالمغرب قادما إليه من الجزائر التي اجتمع فيها مع مسؤولي النظام الجزائري ولم يتسرب أي شيء حول موضوع الاجتماع إلا أن الناطق الرسمي باسم منظمة الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، أوضح أن الجولة الجديدة لروس تتمثل في استئناف مسلسل المحادثات حول النزاع المفتعل بالصحراء المغربية. وهو المسعى الذي لم يفلح المبعوث الأممي روس في تحقيقه نظرا للتعنت المستمر للانفصاليين في مواقفهم وأطروحتهم التي لا تحظى بأي مصداقية أو دعم سوى من الثالوث المعادي للوحدة المغربية الذي يتزعمه كل من النظام الجزائري وجنوب إفريقيا ونيجيريا. وهي دول تحمل في جوفها بذور انفصالات في ولاياتها وأقاليمها، وتعبر عن نفسها من خلال المطالبة بحقها في تقرير مصيرها والاستقلال عن أنظمة الدول المذكورة. وللإشارة، فإن الانفصاليين، وبإيحاء من راعيهم النظام الجزائري، ظلوا يرددون أمام روس إما الأخذ بفكرة تمديد مهمة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان أو العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب بدون أن تكون للانفصاليين قدرة على طرح بديل مقبول ومعقول خاصة أن المغرب تقدم بمقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بالمصداقية والجدية وقابلية التطبيق حتى يتمكن الصحراويون من إدارة شؤون الأقاليم الجنوبية بأنفسهم. وفي الحقيقة، فإن طرح المعادين للمغرب جاء بعد أن أحرجهم روس بمقترحين حول الفدرالية والحكم الذاتي. ومن المعلوم أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قدم خلال مكالمة هاتفية مع الملك محمد السادس في شهر يناير 2015، ضمانات حول عدم تغيير معايير التفاوض واحترام الصلاحيات المحددة لمهمة "المينورسو" المتمثلة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم يوم 15 أكتوبر 1991. وهي الصلاحيات التي ظلت سارية المفعول إلى الآن ولم يجرؤ سواء المبعوث الشخصي روس، ولا رئيسة "المينورسو"، كيم بولدوك، على تجاوزها. ونفس الموقف اتخذه البرلمان الأوربي. في نفس السياق، جاء الموقف الأمريكي برفع الحظر العسكري على الأقاليم الجنوبية الذي كان قد فرضه لوبي أمريكي مساند للطرح الانفصالي سنة 2011. من ناحية ثانية، من المنتظر أن يقدم المبعوث الأممي للصحراء تقريرا أمام مجلس الأمن الدولي في شهر دجنبر القادم، علما أن مهمة المبعوث روس ستنتهي مع بداية سنة 2016، وكذلك ولاية الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون. ولا شك أن هذه الجولة ستكون هي الأخيرة للمبعوث الأممي روس حول إيجاد حل للنزاع المفتعل بالصحراء المغربية.