كان زكريا المومني، بطل البوكس في القفص أي في رياضة الرهان، يعتقد أنه بتمزيقه للجواز المغربي يكون قد حرم المغرب من لقب، هو في الواقع غير حقيقي. لكن جاءته الصفعة القوية من شاب في مقتبل عمره الفيزيولوجي والرياضي، ليعلن نهاية أسطورة احتكار البطولة، ويتعلق الأمر بمحمد ربيعي، ابن الشعب الذي حقق لقبا مصادقا عليه وضمن منافسة دولية رسمية معترف بها، بعكس البطل الكارتوني، الذي وضع يديه ووجهه للرهان بين كبار المراهنين في العالم. عندما فاز ربيعي حمل العلم المغربي، الذي لا يمكن أن يحمله أي واحد في جيناته نقطة دم واحدة من الخيانة، أما من اختلط دمه كله جملة وتفصيلا بالاسترزاق والمطامع فإن العلم يحترق إذا لبسه، والجواز رمز للسيادة، والجواز المغربي كان يندب حظه لأن حامله واحد مثل زكريا المومني وضع كل بيضه في سلة أعداء المغرب وقطع شعرة معاوية مع وطن الولادة واختار وطن الارتزاق الذي لا تحد حدوده. الفرق بين ربيعي والمومني هو نفسه الفرق بين السماء والأرض أو الفرق بين الثرى والثريا. والمومني وضع نفسه تحت أقدام خصوم المغرب وباعهم نفسه مقابل طعن بلده في إطار "البروباغندا" التي يقودونها منذ سنوات خلت. ربيعي بطل حقيقي، وكافح من أجل الوصول إلى هذه المرتبة، وعبر عن فخره بانتمائه لهذا الوطن، واعتز بتهنئة جلالة الملك محمد السادس التي اعتبرها تاجا فوق رأسه وأمانة في عنقه تتطلب منه مزيدا من الجهود ليحقق ألقابا جديدة. بينما المومني الذي شارك في بطولة القفص التي هي نوع من القمار، وحصل على مأذونيتي نقل وطلب ما ليس له وأراد المزيد عن طريق الابتزاز، فهو من النوع الذي لديه استعداد قوي لبيع كل شيء بدءا من كرامته، لهذا تراه يرتمي في أحضان المخابرات الجزائرية والبوليساريو. فالرياضة روح قبل كل شيء. لكن المومني جعل منها ورقة "كارطة" يقامر بها. فنموذج مثل أمير خان، المسلم البريطاني وبطل العالم، لم يختر طريق التجارة والابتزاز ولكن ذهب ليؤسس أكاديمية للبوكس بقطر خدمة للرياضة.