لم تمض سوى بضعة أيام على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الخائن زكريا المومني، وذلك من خلال حركة مسرحية مزق فيها الجواز المغربي رمز السيادة، حتى وجه إليه البطل الوطني محمد ربيعي لكمة قوية، وذلك من خلال تتويجه بطلا للعالم في الملاكمة، في وزن أقل من 69 كلغ، بعدما فاز في مباراة النهائي، على الكازاخستاني دانيار يلوسينوف. واستطاع محمد ربيعي، الفوز على دانيار يلوسينوف، الذي يعتبر واحدا من أفضل الملاكمين في العالم، بحيث تفوق عليه بثلاث جولات لصفر (3-0).
فما الفرق بين البطلين؟
محمد ربيعي بطل حقيقي. زكريا المومني بطل افتراضي.
ليس في هذا الكلام أي تجني على الفرنساوي المزعوم. فمحمد ربيعي شارك في بطولة رسمية معترف بها دوليا. بينما زكريا المومني فاز في بطولة القفص، التي يمولها المراهنون. يعني بطولة القمارة. وتجري في السنة الواحدة عشرات المنافسات من هذا النوع. لكن لم يفز في أي لحظة من اللحظات ببطولة دولية معترف بها من الفيدرالية الدولية للبوكس وتوابعه.
ربيعي شاب مغربي لم ينتظر جزاء ولا شكورا عن عمله. شاب طموح مارس رياضة يحبها ونال ما يريد وما زال أمامه مشوار طويل من الألقاب التي يجب أن يشتغل من أجلها. زكريا المومني بطل في ملاكمة القمارة والرهانات، نال الأموال الطائلة لأن عائدات هذه البطولات بالملايين، الرابح فيها والخاسر يحصلون على الملايين. وأراد خديعة وطن بأكمله من خلال ادعائه الفوز ببطولة العالم.
نعم بطل في القمار. ولهذا لم تكن لديه من لغة سوى الرهانات. لقد راهن على العطايا، ولأن الوطن كريم منحه مأذونيتي نقل. وراهن على عطايا أخرى لكن قيل له إن الوطن للآخرين وليس لك وحدك. فراهن على ابتزاز الدولة. وهنا قيل له "انطح الحائط". فراهن على بيع الوطن، فارتمى في أحضان الخيانة وعرض خدماته على المخابرات الجزائرية والبوليساريو وثورة الكمون. فقيل له إن الوطن ليس للبيع.
الوطن ليس للبيع لكنه يلفظ الزوائد مثل زكريا المومني وغيره.
المقارنة بين بطل وطني وبين خائن ومراهن فيه إجحاف لكن كان ولابد من أجل تمييز الخبيث من الطيب.