حادثة سير: الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2013، موعد خروج تلاميذ ثانوية الوحدة الاعدادية بجماعة أديس – 7 كلم جنوب مركز طاطا -؛هذه المرة لن تصل التلميذة ح.إ الى منزلها كالعادة و السبب تعرضها لحادثة سير جراء دهسها من قبل دراجة نارية أصيب صاحبها بكسر و ردود كما أصيبت التلميذة ربما بنزيف حسب تصريح الأطباء و بردود على مستوى الرأس و هو ما يستدعي نقلها على وجه السرعة الى مستشفى الحسن الثاني بأكادير حسب قرار الطبيب المعالج - وهو الأمر الذي عز على بعض أقارب المصابة بالنظر الى الخمس ساعات التي ستقضيها رحلة سيارة الإسعاف إلى مدينة أكادير دون إغفال الحالة الاجتماعية الصعبة للأسرة زد على ذلك المجهول الذي ينتظرهم في ذلك المستشفى –كما يقول من حضر لمعاينة الجرحى- ... هذا قدر العديد من المستضعفين من مدينة طاطا في ظل غياب التجهيزات الطبية الضرورية لمثل هذه الحالات التي تتطلب تدخلا طبيا مستعجلا حيث يضطر أكثرهم الى التوقيع على محاضر إخراج ذويهم من المستشفى المحلي بطاطا إذا تعذر عليهم توفير ما يلزم من امكانات مادية لشد الرحال الى مستشفى الحسن الثاني. قرار الرحلة الى اكادير .. بداية السمسرة : حضر بعض الأصدقاء والغيورين لتقديم الدعم المعنوي والمادي لأسرة المصابة.الكل ينتطر : الأهالي أملهم الإسراع بالتوجه إلى أكادير للاطمئنان على التلميذة ،سائقو سيارات الإسعاف من العاملين في المستشفى المحلي و من الجماعات القروية : تكزمرت و أم الكردان، يأمل كل واحد منهم أن يحالفه الحظ للفوز بالرحلة و الظفر بالمصاريف الخاصة بهم في مثل هذه الحالات. تحدث ممرض مستنكرا مثل هذه الممارسات مشيرا الى أحد السائقين بجماعة أم الكردان الذي أكد أن ديمومته قد انتهت في المستشفى و أنه يستغل صداقته مع الطبيب لتمكينه من قيادة سيارة الإسعاف كما أنه دائم الصولان و الجولان في أرجاء المستشفى و المستعجلات و غرف الأطباء بدون أي سند قانوني،أما سائق إسعاف جماعة تكزمرت فقد حضر بناء على اتصالات من أحد المنتخبين لمصاحبة التلميذة إلا أن خلافا خلافا مع رئيس الجماعة حال دون استفادته من الصفقة ، الممرض صرح أنه جاء لوضع حد لهذه الزبونية و الاسترزاق الغير أخلاقي مقابل معاناة المرضى. كثر الذهاب و الإياب و كثرت الهمسات بين بعض الأطباء و السائقين و آخرون و الجميع لا يعلم أن لكل واحد من هؤلاء له غاية وراء كل هذه الحركات. وأخيرا أطلت علينا سيارة إسعاف و جاؤوا بالمصاب صاحب الدراجة النارية – وهو من القوات المساعدة- و كذا التلميذة ليحملا مع أقاربهما معا قي تلك السيارة. تدخل أحد الغيورين مستنكرا هذه العملية لوجود سيارات إسعاف أخرى أكثر اتساعا وتطورا.بعد هذه النقاشات و الأخذ و الرد تدخل أحد المنتخبين للوساطة، فجاءوا بسيارة أخرى قيل أنها ستسع المريضين و الأقارب معا. كنت دائما بين الفينة والأخرى أسمع عن ممارسات لا أخلاقية في المستشفى المحلي بطاطا تضرب في الصميم القسم الذي أداه نخبة من الأطباء المغاربة تجاه المستضعفين من أبناء الشعب المغربي إلا أنني شهدت و للأسف اليوم نموذجا منها و هو ترك حالتين مرضيتين مستعجلتين و عاجلتين لساعتين تقريبا تنتظران دون علمهما بالتفاوض بين أطراف ذات علاقات و مصالح دنيئة ستروح ضحيتها مصالح المرضى و المواطنين بهذا الاقليم النائي و المسكين كما ينعته البعض.فهل قدر لساكنة طاطا أن تعيش سنين الجهاد و المقاومة سدا منيعا ضد كل طامع في ترابنا الوطني لتلقى وضعا مزريا و "حكرة" ممنهجة من المسؤولين مركزيا و جهويا ومحليا في أغلب المجالات و الخدمات. وجدير بالذكر أن هذا المستشفى سجل حالات وفيات نتيجة الإهمال الأمر الذي عرف ردود فعل قوية و احتجاجات عارمة من الساكنة و المجتمع المدني و هو الأمر ذاته الذي دفع مؤخرا ب 18 إطارا سياسيا و نقابيا و جمعويا للاحتجاج على هذه اللامبالاة و التلاعب بحقوق ومصالح المواطنين.